إيلاف:صدر العدد الجديد من مجلة quot;العربيquot; (إبريل 2010) بافتتاحية لرئيس التحرير الدكتور سليمان العسكري يتناول فيه موضوعا مختلفا عن الطابع العام لمقالاته بعنوان quot;الرياضة بين التنمية والتجارةquot; منطلقا من مفارقة لافتة تتمثل في احتلال الرياضة حيزا كبيرا من اهتمام الناس على اختلاف مشاربهم وثقافتهم وفئاتهم العمرية، لكن بدلا من كونها وسيلة من وسائل التنية البشرية والصحة والتنافس والمتعة وتحقيق الأهداف الاجتماعية الخاصة بتنمية الثروة البشرية إذا بها تتحول، في عصر العولمة، إلى لون من ألوان التجارة الفجة؛ سواء من خلال الملايين التي يتنقل بها لاعبو كرة القدم الدوليين من فريق لآخر، أو بفضل المراهنات بملايين الدولارات على كل نشاط رياضي في العالم تقريبا، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية الوضع العربي الذي يهتم أفراده بمتابعة الرياضة بشكل يقارب الهيستريا، بينما تنعدم الثقافة الرياضية وممارستها في العالم العربي بلا استثناء.
السؤال الذي يطرحه الدكتور العسكري هو في صميمه سؤال عن التقدم ومعناه في الرياضة وغيرها، وهو محور العديد من موضوعات العدد حيث يطرح الدكتور قاسم عبده قاسم سؤالا عن مفهوم التقدم ودلالاته في التاريخ المعاصر والحديث، بينما يتناول الدكتور حسن عجمي موضعا بعنوان السوبر حداثة في مواجهة الحداثة، بينما يتأمل الدكتور أحمد أبو زيد، في مقاله الشهري مستقبليات، ظاهرة العودة إلى الدين في العالم وعلاقتها بفكرة تقدم المجتمعات وتأخرها. ويكتب فردريك معتوق عن مفهوم التراث في كل من الثقافتين الشرقية والغربية.
تطير quot;العربيquot; في هذا العدد إلى مالطا، تلك الجزيرة التي بردت من أطرافها مخالب حادة لتعلم الغزاة أنها صعبة المنال؛ حيث يكشف إبراهيم المليفي في استطلاعه المصور، الذي صوره حسين لاري، كيف أن مالطا بالرغم من النأي والتحصن خلف أمواج البحر المتوسط لم تمنع تعاقب الغزاة عليها، فارضين عليها طابعا حربيا حولها إلى وطن يعيش داخل قلعة كبيرة.
في باب quot;كاتب ومدينةquot; يكتب الكاتب العراقي علي بدر، صاحب الرواية الشهيرة quot;بابا سارترquot; موضوعا بعنوان quot;دجلة..قومية النهر والمكان، أمة منتحرةquot;، يقارب فيه بين نهرين هما الدانوب في أوربا ودجلة في العراق، مقارنا بين واقع يعيشه منفيا على نهر الدانوب، مقارنة بذكريات الطفولة والهوية على ضفاف دجلة.
في باب quot;وجها لوجهquot; يحاور الكاتب اللبناني جهاد فاضل الدكتور عبد الجليل التميمي، المؤرخ التونسي، في حوار موسع وشامل حول المرحلة الختامية للأندلس، وطبيعة ما حدث للمسلمين، كاشفا عن الموريسكيين وهم المسلمون الذين بقوا في إسبانيا بعد استيلاء الملكان فرديناند وإيزابيلا على غرناطة عام 1492 بعد زوال حكم آخر أمراء بني نصر.
وفي باب الفنون تكتب مي مظفر عن الفنان السوري يوسف عبدلكي موضوعا بعنوان quot;صمت بالأبيض والأسودquot;، ويكتب الفنان اللبناني أمين الباشا مقالا بعنوان المرآة الكاذبة، ويكتب نديم جرجورة عن المخيلة الإبداعية في أفلامنا العربية.
في الطب يكتب الدكتور عبد الرحمن عبد اللطيف النمر موضوعا بعنوان عجائب الجنة في الأرحام متناولا أحدث ما صدر من دراسات عن سلوك الأجنة في أرحام الأمهات.
وفي الأدب تكتب سعدية مفرح عن الشاعر حمزة شحاتة بوصفه قمة الحجاز الشعرية، ويواصل د.جابر عصفور ذكرياته حول أغاني الثورة التي غناها عبد الحليم في عهد الثورة ملهبا حماس الشعب المصري والعربي. ويكتب الدكتور لطيف الزيتوني عن المترجم والحريات الست.
كما تنشر العربي قصة مترجمة بعنوان ديمتريو للكاتب البيروفي خوليو رامون ريبيرو من ترجمة د.نادية جمال الدين. ويكتب عصام بن الشيخ عن العلامة الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم الأمازيغي المدافع عن العربية.
يتضمن العدد مجموعة كبيرة أخرى من المقالات والموضعات إضافة إلى الأبواب الثابتة وبينها قالوا، وعزيزي العربي، والثقافة الإليكترونية التي يكتبها إبراهيم فرغلي نالذي يتناول في هذا العدد موضوعا حول الثقافة الرقمية العربية مقارنة بنظيرتها الغربية وسواها من الموضوعات. ويوزع مع العدد الملحق العلمي الذي يضم عددا من الموضوعات العلمية حول أحدث الابتكارات العلمية في العالم.