اصدمت مشاركة مسرحية عراقية في المهرجان القاهرة التجريبي بالتقشف الحكومي، حيث لا وزارة الثقافة لديها الاموال القادرة على دعم عناصر المسرحية ولا دائرة السينما والمسرح ،فيما ظل المخرج وملاكه الفني حائرين ويبحثون عن سبيل للوصول الى القاهرة والمشاركة في المهرجان الذي يصفونه بالمهم !!، فيما استغرب العديد من المثقفين والفنانين اصرار الحكومة العراقية على اهمال المسرح كنمنين ان يكون الاهتمام بالمشاركات المسرحية مثل الاهتمام بالمنتخبات الرياضية !!
واعرب مخرج المسرحية عماد محمد عن صدمته واستغرابه لما وصلت اليه حال المسرح ، وقال : بعد ان تم اختيار مسرحية (رائحة الحرب) العرض الوحيد من العراقي،اصدمنا بواقع المؤسسة الثقافية التي رفعت يديها تماما عن دعم هذه المشاركة نهائيا، فقد عملوا لنا (كتاب ايفاد) من دون ان تتحمل الدائرة اي نفقات ، ويقولون ان الدائرة ليس لديها اموال، ومرة اخرى يقولون ان العمل لم يترشح من الدائرة ، بل ان الاغرب من ذلك هو عدم دعم المشاركة اعلاميا وتعاملوا معها بشكل غريب وكأن العمل لايعينهم.
واضاف: على الرغم من الاحباط الا ان ملاك المسرحية صار لديهم تحدي ان نشارك بكل الاحوال ،علما ان الممثليين عزيز خيون وعواطف نعيم اعتذرا عن المشاركة لالتزامهما باعمال اخرى وصار بدلا عنهم الممثل القدير عبد الستار البصري وبشرى اسماعيل .

المسرح تحت دوي القنابل والمتفجرات
وتابع: هذه المشاركة مهمة جدا لاهمية عرضنا المسرحي واهمية المهرجان وهو يحتفل بالبيوبيل الفضي وخاصة ان ملاك العرض المكون من اربعة اشخاص :انا وستار وبشرى ويحيى ابراهيم سبق لنا ان حصلنا على جوائز من المهرجان في دوراته السابقة وكذالك تم اختار العرض ضمن المحور الفكري للمهرجان وهو(المسرح تحت دوي القنابل والمتفجرات) وستكون هناك بحوث قدمها باحثون عرب وعراقيون حول هذا الموضوع .
وأوضح عماد محمد ان الاستعدادات جارية للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي للفترة من 10/9 ولغاية 21/9 ، حيث تتواصل التمارين مع الممثلين عبد الستار البصري وبشرى اسماعيل ويحي ابراهيم وامير احسان ، بكثير من التحدي حتى لو اضطر الممثلون الى السفر على حسابهم الخاص لان تمثيل العراق في هذا العمل شيء كبير وهو تأكيد على قدرة المسرح العراقي على التنافس والابداع في احلك الظروف.

الدائرة : لا اموال لدينا!!
من جهته اكد مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح الفنان فلاح ابراهيم ان الوضع المالي السيء للدائرة هو السبب ، وقال : الأسباب وراء عدم دعم هذا العرض المسرحي مادية بحتة، والكل يعلم اننا نعاني من وضع مالي سيء وذلك بسبب خصم مبلغ مليار دينار عراقي من حصة الدائرة بدعوى اننا شركة خسرانة، ووزارة المالية تطالب بتصفية الدائرة أو تخصيصها.
واضاف: ليس هناك اي شيء شخصي تجاه العمل او مخرجه او الممثلين ، وأكثر الفنانين يعرفون هذا الوضع، واذا ما كتبنا الى الوزارة بهذا الشأن فالوزارة ستطلب من الدائرة تسديد المبلغ والدائرة ليس لديها الاموال .

المسرح والرياضة
الى ذلك استغرب مثقفون وفنانون عدم قدرة وزارة الثقافة على تأمين متطلبات مشاركة مسرحية مهمة ، واعربوا في كلمات لهم ان على الدولة ان تهتم بالفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص لانه عنوان تحضر المجتمع مؤكدين ان الدولة تدعم الكثير من مشاركات المنتخبات الرياضية ماديا ومعنويا لكنها للاسف تغض النظر عن المشاركات المسرحية خاصة ان عدد افرادها اقل بكثير من عدد اللاعبين!!.

رائجة حرب ضد التطرف
ومسرحية (رائحة حرب) المأخوذة عن رواية (التبس الأمر على اللقلق) للروائي الفلسطينى الشاب أكرم مسلم، كتابة يوسف البحري – مثال غازي، إخراج عماد محمد، وتتناول عبر 60 دقيقة هى كل زمن العرض مجموعة من المشاهد تربطها حكاية واحدة عن رجل حرب سابق تحول لمتطرف ديني (الجد) يقوم بسجن ماتبقى من عائلته – زوجته (الجدة ) وحفيده (اللقلق) – في غرفة في بيت جنب مقبرة ويمارس عليهم أساليب الترهيب الديني والاجتماعي معا محاولا ابقاءهم وترويضهم ليخضعوا لأفكاره المريضة و المتطرفة، ويناقش العرض فكرة ( الالتباس ) دينىا واجتماعىا وسياسيا فضلا عن نتائجه الكارثية عبر التطرف والارهاب و(داعش) مما يؤدى الى ضياع الهوية والمواطنة عبر الحروب التى دفعت الشباب الى هجرة بلدانهم عن طريق البحر وكذلك التهجير القسري على أساس طائفي عرقي ،كما تناقش النزوح وفكرة تقسيم المنطقة العربية والخرائط الجديدة لها والاسلام السياسي والربيع العربي.