ولد آزر وعاش ومات

في يم من الحنين

كان، آخر أيامه، عاملا بسيطا

يوميته في حدود دولارين

وكان يقسم ظهر الصحف

قسمين.. قسمين

ثم يمسحها بذاكرته

قبل أن تمسح هي الزجاج

.. كانت آخر أيامه

كأمر ملح الأجاج

مضطربا مثقل النفس بالآلام

حقا أنه لم يعد معنا،

حتى قبل أن يفارقنا،

كان يوما عن يوم.. يصعد

كان هوى بحر الكرد

وعبق تربة الأمازيغ

شيوعي الهوى

عن نهج الرأسمال يزيغ

قال لي فيما قال، جملتين:

أثقلت كاهلي الملة

وأخاف البوح حياتي أن أعدم...

قلت: لا تفعل!

قال: كيف لا!

ولا إكراه في النحلة؟!

قلت، وأنا أستشرف مأساة:

ستفجعنا بمر الأنين...

وبعد تعميده بشهرين ويومين،

جاء الخبر اليقين

.. رصاصتان

الأولى في القلب،

والأخرى بين العينين

فقيل: القاتل إرهاب دولة!

وقيل إرهاب دين،

فكيف بربكم

كان سينجو من هذين؟!

وجدوا جثمانه ذات صباح

قرب دير آمي صوف

مشنوقا ونصف محروق

.. كأنه مات مرتين!

وبين أصابع يده وجدوا كرزا

وعلى حائطه صورة ببسمة رمادية

وأن القاتل،

أيا كان،

خرج بجريمة مثالية

فما من دليل على وجوده

في الحالتين!