صدرت طبعة "دار مخطوطات (هولندة)" من كتاب عبد القادر الجنابي: "هذه هي ثقافتي: انطولوجيا مصغّرة" (310 صفحات). على أمل أن تصدر &قريبا طبعة "دار المعقدين (البصرة)". وقد ضم الكتاب عددا كبيرا من النماذج الغربية التأسيسية للحداثة العالمية، مع تحليلات نقدية وسياقية. والكتاب جديد في بابه إذ يحاول ان يعطي صورة حركية لتجارب الشعر العالمي، تهدف إلى حث القارئ على التجاوب مع ما يقرأ. وفي الحقيقة أن الكلمة التي جاءت على الغلاف الأخير توضح غاية الكتاب:
"هنا، أنا لستُ مُترجِما لتنوير قراء... عادة ما يكونون أمّيين، ولستُ بصدد إضافة مجلد آخر إلى ركام الموسوعات الميتة... أنا هنا ناقل عدوى ثقافة معينة؛ ثقافة طليعية عشتها بكل فيروساتها التغييرية لتكسير أصنام ما هو ثابت، وزرع ما يبعث على نفض غبار الكتابة المترهلة. أتحمل كامل المسؤولية عما كل ما يمكن ان يوحي به هذا الشاعر أو ذاك في هذا الكتاب، من أفكار هدامة، بناءة أو مغرضة. ذلك لأن كلّ كاتب في هذا الكتاب له ضلع فيما أنا عليه اليوم.
الترجمة في جوهرها غزو ثقافي، وهنا تكمن عظمتها. والثقافة إن لم تكن غازيةً، فهي ليست ثقافة تغييرية وإنما مجرد حصى معلومات لحشو الدماغ حتى يكفّ عن التفكير. ومن شأن المترجم، أثناء ترجمة نصوصٍ اختارها قصدا، أنْ يشعر وكأنه يسلخها من سياق معركة إلى سياق معركة جديدة... وكأنه يغرس في أرض لغته الأم حبّة فكره هو، وعليه الاعتناء بها إزاء المطر، الريح وكلاب الشهرة السائبين. فالغاية هي ألا تعود النصوص المترجَمة مجرد نصوص الآخر في اللغة المتلقية، وإنما أنْ تصبح جوهر ثقافة المترجم الهادفة إلى التغيير بحيث على قارئه أن يعيشها. الترجمة إما أنْ تكون أشبه بحصان طروادة تختبئ في باطنه قوى الذهن الفعالة، أو أن تُطمَر في أقرب مزبلة!
من هنا، يجمع هذا الكتاب أهم النصوص المُؤسِسة للحداثة الشعرية، تتزامن فيه تجارب حقب مختلفة، أجناس أدبية متضاربة، وأصوات متنافرة ظاهريا لكنها متناغمة في العمق. نعم إنه كتاب الذين ينتظرون فعلا البرابرة... غرضه الصدام مع الثقافة السائدة. اقرأه بهذا المعنى، وإلا أتركه لفضولي آخر. لكن حين تقرر قراءته، أي تحمّل مسؤوليته، اقرأه قبل أنْ تصلّي وسترى شيطانَك معولا يهدّم عروشَ الداخل! "
&
للحصول على نسخة اطلبه من أمازون:

https://www.amazon.com/dp/1326551515


&