في كتاب "21 درسًا للقرن الحادي والعشرين" للمؤرخ يوفال نوا هراري دروس وأمثولات ينبغي التنبه إليها في المستقبل. إنها المشكلات التي تواجهها البشرية في القرن الحالي.

إيلاف: يعترف عالم المستقبليات الإسرائيلي يوفال نوح هراري بأنه لم يتوقع أن يصبح كتابه الأول عن تاريخ الجنس البشري الذي مضى وكتابه الثاني عن تاريخ الجنس البشري في المستقبل، من أكثر الكتب مبيعًا في العالم. لذلك، لم يكن مستعدًا حين طلب منه الناشر كتابًا ثالثًا يكون بمثابة متابعة للعملين السابقين.&

هكذا، صدر كتابه بعنوان كتاب "21 درسًا للقرن الحادي والعشرين" Lessons for the 21st Century 21 &(المكون من 372 صفحة، منشورات سبيغل أند غرو، 28 دولارًا) الذي يستطلع فيه قضايا الحاضر الأشد إلحاحًا، مع الإشارة إلى أن الكتاب يضم بين دفتيه مقالات نشرها الكاتب في مطبوعات مختلفة.&

استعرضت صحيفة غارديان أهم المشكلات التي يعالجها هراري في كتابه:

خيبة أمل

لا أحد يعرف كيف سيكون المستقبل. يروق البشر أن يحكوا قصصًا في شكل ديانات أو أيديولوجيات سياسية، مثل القومية والشيوعية والليبرالية، لكنها غير قادرة على تهيئتنا لما سيحدث في الخمسين عامًا المقبلة. فالتكنولوجيا الجديدة والتغير المناخي قد يتضافرا لصنع عالم يختلف عن كل ما يمكن أن نتخيله.&

العمل

ليست لدينا فكرة كيف ستبدو&سوق العمل في عام 2050. يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي والروبوت سيجعلان البشر عنصرًا فائضًا عن الحاجة اقتصاديًا. فيما يرى البعض الآخر أن الأتمتة ستوفر أشكالًا جديدة من العمل لم نفكر فيها. المؤمل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي والبشر من تعليم العالم على العيش بتناغم. &

الحرية

يعتبر الفكر الليبرالي أن حرية الانسان أعلى قيمة، مشددًا على انتصار العقل والإرادة الحرة. الواقع هو أننا نتاج ما نشعر به بقدر ما نكون نتاج ما نفكر فيه. الكومبيوترات تعرف ذلك الآن والغوريثمات تتحكم بالكثير من حياتنا اليومية. ولا أحد يعرف ما سيحدث بعد 50 عامًا من الآن. لكن هراري يبدي تشاؤمه خوفًا من سيطرة عمالقة تكنولوجية، مثل غوغل وفايسبوك، على العالم.&

المساواة

خلال العقود الماضية، قيل إن الجنس البشري سائر نحو المساواة. لكن العالم لم يشعر ذات يوم بانعدام المساواة كما يشعر اليوم إزاء تركز هذا الحجم الهائل من الثروة والقوة بأيدي قلة، فيما يعيش آخرون في حرمان. هذا وضع سيئ من الجائز أن يزداد سوءًا إذا لم تُعالج اللامساواة، كما يحذر هراري.&

الحضارة

لدينا احساس بالانتماء، ويروقنا&أن نشعر بامتلاك هويات قومية واجتماعية على الرغم من تجسس فايسبوك علينا. كانت الحروب السابقة صدامات بين حضارات. وما زال هذا ممكن الحدوث في المستقبل، لكننا يمكن أن نواجه تحديات عالمية اخرى ايضًا، مثل وقوع كوارث بيئية وكومبيوترات تتسيد العالم.&

الدين

تربطنا المنظومات العقائدية بعضنا ببعض. لكنها في النهاية قصص تريحنا، كما يرى هراري، مستبعدًا أن توفر لنا هذه العقائد دليلًا مجديًا يبين لنا كيف نستعد للمستقبل.&

الهجرة

تشهد بلدان عديدة ردود&فعل ضد المهاجرين، في وقت يتعثر الاقتصاد وتتعرض الوظائف التقليدية للخطر. لكن الهجرة يمكن أن تكون عامل تقدم اقتصاديًا واجتماعيًا في مساعدة ثقافات مختلفة على فهم بعضها البعض بصورة أفضل. العامل الأساس برأي هراري هو إيجاد توازن بين الهجرة السلبية والهجرة الإيجابية قبل أن يقع الجميع تحت سيطرة غوغل أو تمحوهم كارثة طبيعية.&

الارهاب

يقول هراري إننا يجب ألا نغالي في الخوف من الإرهاب ذاهبًا إلى أن الذين يموتون في أعمال إرهابية أقل كثيرًا من الذين يموتون من استهلاك مشروبات غازية من دون خوف من السكر. لكن هراري يعترف بأن وقوع اسلحة نووية بأيدي إرهابيين&سيكون أمرًا مخيفًا.

يضيف أن ما يجب أن يقلقنا هو أن تشعل الكومبيوترات نزاعات عالمية تحاول إفناءنا. يأمل هراري في تطوير صمام أمان يحول دون ذلك.&

العدالة&

يروقنا&أن نعتقد أن لدينا وعيًا بالصواب والخطأ، لكن امتلاك حس طبيعي بالعدالة يزداد صعوبة، بحسب هراري الذي يتساءل إن كان من الأخلاق ألا يفعل المرء شيئًا حين تكون هناك أزمة لاجئين، وتسيطر الكومبيوترات على العالم ونقف على حافة كارثة مناخية.&

المساعدة الذاتية

يقول هراري في كتابه إن كل فرد سيدبج في المستقبل كتبه الخاصة عن المساعدة الذاتية من دون أن تتضمن اجابات، بل ستتألف من أقوال بديهية في الغالب.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:

https://www.theguardian.com/culture/2018/sep/09/21-lessons-for-the-21st-century-by-yuval-noah-harari-digested-read?CMP=Share_iOSApp_Other