صدر للناقد العراقي محمد جبير كتابه النقدي الجديد الذي يحمل عنوان (الرواية الاستقصائية – تأصيل المصطلح وتطبيقاته) بعنوان اخر (قراءة في سرديات سعد محمد رحيم) عن دار فضاءات الفن للنشر والتوزيع ببغداد،ويأتي هذا الكتاب ضمن اهتمامات الناقد بمشروعه النقدي في التصدي لانجازات الرواية العراقية الحديثة وتقوم ابتكاراته على قراءاته المتأملة لكل ما يحدث داخل متن الرواية وخارجه، فقد اعتمد على ثلاثة نصوص سردية روائية للكاتب الراحل &نشرت على فترات زمنية مختلفة وهي (غسق الكراكي 2000)،(ترنيمة امرأة.. شفق البحر 2012) و(مقتل بائع الكتب 2016) ، بكنه يضمن كتابه معلوماته جميلة مصطلح (الرواية الاستقصائية) .
& &يقع الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط ،ويوضح فيه مصطلح (الاستقصاء) الذي يقول عنه (قد يكون المصطلح الذي ننقله بوصفه مفهوما من حقل الصحافة إلى السرد، إضافة إلى المصطلحات السردية المتداولة في النقد الحديث بعد إضفاء المقاربات الابداعية على مصطلح (الرواية الاستقصائية) بوصفها نصا سرديا يبحث ويستقصي مصائر الشخصيات، لما للحقلين من مقاربات في آليات استخدام هذا النمط الكتابي والاختلافات الحاصلة جراء النقل من ميدان إشهاري إلى ميدان تأملي) ، ويؤكد (وتنظر الدراسات الحديثة بعين الاهتمام الى هذا النمط الجديد من الصحافة الذي كشف الكثير من قضايا الفساد التي غيرت مجرى التاريخ. مثلما ينظر إلى المناهج الحديثة في دراسة النص السردي والتي أعادت الاعتبار إلى الكثير من المهمل في عناصر تلك النصوص لتحدث ثورة في المفاهيم الحداثوية وتقرب بين الكثير من الفنون الابداعية والاتصالية).
& &ويتضمن مقدمة كتبها المؤلف نفسه موضحا فيها (تنطلق هذه الدراسة من النص وإلى النص بوصفه مركز إشعاع إبداعي وباث لكل المفاهيم والنظريات السردية والاتصالية والاجمالية ، وكانت تجربة القراءة مع سرديات سعد محمد رحيم لاسيمافي أعماله الروائية (غسق الكراكي، ترنيمة امرأة.. شفق البحر، مقتل بائع الكتب) تجربة ممتعة لا تضاهيها متعة سوى الكتابة عن تجربة القراءة والانهمام في اكتشاف سر الصنعة الابداعية في خلق وتكوين تلك النصوص لتكون موجودات مادية قابلة لالقتناء بعد أن كانت مجرد خيالاتفي فضاء ذاكرة إنسان، وأضاف تلقي تلك النصوص طاقة روحية إيجابية تواصلت وتفاعلت مع التجارب الانسانية التي حفلت بها تلك النصوص، فقد كانت عاملا متكاملا &قفز من التخييلي الى الواقعي، وكأن النص أشبه بكائن حي، يولد وينمو ويكبر مع القراءة الفاعلة والمتجددة .
واضاف : ولم تخضع عملية القراءة الى محددات أو قصديات مسبقة، وإنما انفتحت على ما سيكون في النص وتفاعلت معه من حيث إنه خلق جديد لواقع معاش، إذ لم تكن البيئات التي تجركت في مدارها الشخصيات بالبيئات المختلقة أو البعيدة أو الغريبة عن المتلقي وإنما هي البيئات ذاتها التي يتحرك في فضائها الزمكاني بشكل يومي.
& & ويتضمن الكتاب عدة فصول هي : مدخل إطاري،وفيه قسم مراحل الرواية العراقية الى خمس مراحل &: الاولى هي مرحلة مابين الحربين العالميتين التي شهدت صدور 34 عملاً روائياً عراقياً &والمرحلة الثانية هي مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية حتى تموز/ يوليو &1958 ورأى انها مرحلة التأسيس للرواية العراقية والعربية عموماً وصدر خلالها 78 رواية، اما الثالثة فتمتد من تموز يوليو 1958 حتى احتلال العراق في 2003 &مشيرا الى &صدور 615 عملاً &فيما كانت المرحلة الرابعة ممتدة من 2003 الى 2014 وظهر خلالها 480 عملاً والمرحلة الخامسة هي مرحلة مابعد احتلال الموصل 2014.
كما تضمن فصلين اخرين الاول بعنوان ( الاتصال والانفصال بين التحقيق والسرد)، والثاني (إطار إجرائي بحثا عن مقاربة) فضلا عن الخاتمة التي اوضح فيها المؤلف (قد يذهب الكثير من الباحثين &والنقاد إلى اشتقاق مصطلح (لرواية الاستقصائية) هو أقل ما يقال عنه إنه لم يوضع في محله من حيز التطبيق، وهذا الرأي سيذهب إليه من يلتقط الوافد من المصطلحات النقدية من دون أن يتفحص ذلك االمصطلح ويبحث عن تطبيقات تقترب منه في النتاج المحلي، ليعيد إنتاج قراءته لتلك النصوص على وفق تلك المصطلحات وتلك هي معظم القراءات الاسقاطية التي تفرض مقاساتها االمسبقة على النصوص الابداعية مما تؤدي إلى القطيعة الادراكية بين النص والقائم في فعل القراءة.
&