بعد أن كانت الهيمنة في عالم الطيران محسومة لصالح القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، بدأت تتبدل الأمور الآن رأساً على عقب، حيث لم يعد بإمكان الشركتين العملاقتين بوينغ وإيرباص أن ترتكزا على كونهما أكبر الشركات المُصنِّعة للطائرات الضخمة في العالم، بعد أن بدأت تسعى شركات كندية وبرازيلية للحصول على موطئ قدم في تلك السوق المربحة.


القاهرة: لم تستبعد صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في مستهل تقرير لها اليوم أن تخوض كل من الصين، وروسيا، واليابان، غمار المنافسة في مجال صناعة الطيران، خلال مرحلة ليست بالبعيدة في المستقبل.

كما أشارت إلى أن شركات من آسيا والشرق الأوسط، لم تكن موجودة قبل ثلاثة عقود، أو كانت تحظى بنشاط محدود، بدأت تتنافس حالياً من أجل الحصول على قطعة أكبر بكثير من سوق الطيران العالمية.

وبعد أن بدأت تتغير قواعد صناعة الطيران، على نحو تدريجي نوعاً ما، أشارت الصحيفة إلى أن مفاوضين من الاتحاد الأوروبي سيلتقون هذا الأسبوع مفاوضين من بلدان أخرى من بينها البرازيل والولايات المتحدة واليابان في مدينة أوتاوا الكندية للتعامل مع تلك القضية المشحونة سياسياً. وأوضحت أن هدفهم هو وضع اتفاق جديد بحلول نهاية العام الجاري بشأن القواعد الخاصة بتمويل تجارة الطائرات، وخصوصاً القدر المسموح به من المساعدات الحكومية. ونظراً إلى تضارب المصالح العديدة لجميع الأطراف، لم يتضح إذا ما كان سيُقدّر لتلك المحادثات أن تنجح أم لا.

وتابعت الصحيفة في هذا السياق بنقلها عن سكوت سكيرر، نائب الرئيس لشؤون السياسات التنظيمية الإستراتيجية في وحدة تمويل بوينغ، قوله :quot; أصبحت القيود التي يتم فرضها في السوق المحلية قيوداً لا يمكن تحملها. فهي أشبه بالفيل الضخم الموجود في الغرفةquot;. ثم لفتت الصحيفة إلى أن المناقشات، التي تتم الآن تحت رعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، قد تعقدت نتيجة التخوف من أن ما قد يصب في صالح شركات الطيران قد لا ينجح بالضرورة مع الشركات المُصنِّعة للطائرات.

وقالت الصحيفة إن القاعدة التي يُطلق عليها قاعدة السوق المحلية تنطبق فقط على أربعة بلدان أوروبية ndash; هي فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، واسبانيا ndash; حيث يتم إنتاج طائرات الإيرباص، وتنطبق كذلك على أميركا، حيث يوجد مقر شركة بوينغ. وأشارت إلى أن أكثر من يبدي اعتراضه على القواعد الحالية هي شركات الطيران الأوروبية، التي تقول إن القروض الأرخص التي يتم دعمها من قِبل الحكومة ساعدت في زيادة نمو الشركات التي تنافسهم في آسيا والشرق الأوسط، ومنحتهم ميزة غير عادلة.

وأوضحت الصحيفة أن المقصود هنا على الأغلب شركة طيران الإمارات في دبي، الذي أدى توسعها السريع خلال السنوات الأخيرة إلى إزعاج شركات الطيران في بريطانيا وفرنسا وألمانيا. فالشركة بدأت تهدد بأن تُقِل ركابهم الدوليين بعيداً عن المحاور الأوروبية وتنقلهم إلى مقاصدهم بدلاً من ذلك عن طريق محطاتها الجديدة في دبي.

كما أبرزت النيويورك تايمز حقيقة مشاعر القلق التي تهيمن الآن على مسؤولي quot;بوينغquot; و quot;إيرباصquot; بشأن المنافسة الجديدة التي بدأت تطرأ على صناعة الطيران. وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر ما يقلقهما الآن هو ظهور طائرات جديدة من شركة بومبارديه الكندية، تعرف بـ quot;سي سيرياسquot;، وينتظر أن تدخل الخدمة عام 2013، وستزود بمقاعد تكفي لاستقبال 130 راكباً، لتشكل لأول مرة تهديداً مباشراً على طائرات quot;بوينغ 737quot; و quot;إيرباص إيه 320 quot; الأكثر مبيعاً في العالم.

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن القواعد المعمول بها حالياً تضع معايير تمويل منفصلة للطائرات الكبرى والطائرات الإقليمية المزودة بـ 100 مقعد أو ما يقل عن ذلك. لكن بيونغ وإيرباص قالا إن طائرة quot;سي سيرياسquot; ndash; بما تحظى به من سعة ونطاق أكبر ndash; قد تجاوزت هذا الأمر. وهو ما يضعهم في موقف تنافسي غير موات للمبيعات في فئة الطائرات ذات الممر الواحد، التي تعتبر الجزء الأكثر ربحية في السوق.