يعود السبب الرئيسي في إنتكاسة شركة سويس للطيران إلى ما يصفه بعض الخبراء بالطمع المالي الذي أصاب قباطنة أسطول طائرات quot;سويسquot;.


برن: لا علاقة لأحداث أفريقيا الشمالية بالانتكاسة التي أصابت، فجأة، أعمال شركة سويس للطيران، التابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية. فالسبب الرئيسي يعود الى ما يصفه بعض الخبراء هنا بالطمع المالي الذي أصاب قباطنة أسطول طائرات quot;سويسquot; الذين يريدون زيادة دخلهم الشهري، 20 الى 30 في المئة، مهما كان الثمن. وفي حين ينسب الخبراء الاقتصاديون ثورات أفريقيا الشمالية الى تفاقم الفقر، هناك، هانحن اليوم أمام ثورة الجشع المالي الذي يصيب المحركات البشرية لوسائل النقل الداخلي!

برغم موافقة ادارة شركة quot;سويسquot; على زيادة الدخل الشهري لقباطنة طائراتها، بنسبة 10 في المئة، الا أن الاجتماعات التي ستنعقد، في الشهر القادم، لا تبشر بالخير أبداً. ما سيحض quot;سويسquot; على تخفيض عدد رحلاتها الى نيويورك بنسة 90 في المئة، تقريباً، من جراء النقص الحاد في عدد قباطنة وطواقم طائراتها المتوجهة الى الولايات المتحدة الأميركية. اذن، وبعد عام 2010، شهد ارتفاعاً قياسياً في عدد المسافرين على متن طائراتها، فان العام الجاري قد يحمل معه طيات أزمة مالية سلبية على موازنات quot;سويسquot; وquot;لوفتهانزاquot; معاً. في الحقيقة، فان فقدان الثقة، بين موظفي quot;سويسquot; وادارتها كان الشعلة الأولى التي تهدد اليوم مئات الوظائف في قطاع النقل الجوي المدني. وهذا ما يقلق، بالفعل، حكومة برن. ويبدو أن رفع سن التقاعد كان ذريعة، للقباطنة ومساعديهم، للمطالبة باجراءات استثنائية ترمي الى الحصول، من ادارة quot;سويسquot;، على quot;معاملةquot; خاصة. لذلك، لن تستطيع الشركة، قريباً، الا تسيير رحلة واحدة، الى نيويورك، يومياً، من مطار زيوريخ الدولي.

في سياق متصل، يشير الخبير هانز بيرولاش لصحيفة ايلاف الى أن ما يتقاضاه قباطنة طائرات quot;سويسquot; لا مثيل له بأوروبا. فالدخل السنوي لكل قبطان يتخطى مائة ألف فرنك سويسري، سنوياً، في العام الأول على دخوله الخدمة. بعد مرور عشرة أعوام يقفز هذا الدخل الى 135 ألف فرنك سويسري، تقريباً، صعوداً الى أكثر من 200 ألف فرنك سويسري بعد مرور 27 عاماً على دخول الخدمة. بالنسبة للعطلة السنوية فانها 38 يوماً، على الأقل.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بيرولاش بأن درجة التأقلم بين فريق عمل سويسري وادارة ألمانية غير كاف بعد للتنسيق والوصول الى حلول سريعة. وفي الوقت الحاضر، يوجد حوالي 950 قبطان، على الطائرات السويسرية، ينتظرون رداً على ما يصفه الخبير بيرولاش بأنه مطالبة بتحسين نوعية حياتهم، العملية والتقاعدية. في مطلق الأحوال، فان هذه الأزمة لن تؤثر على عمليات اجلاء الرعايا الأوروبيين والسويسريين التي تستعد رحلات quot;سويسquot; الاستثنائية لانجازها على أراضي الدول العربية المشتعلة.