كوشين: عبّر مسؤولو ولاية كيرالا التي شهدت فيضانات أوقعت عددًا كبيرًا من القتلى، الخميس عن غضبهم ازاء قرار الحكومة الهندية رفض مساعدة بقيمة مئة مليون دولار من الإمارات، فيما لجأ المزيد من الأشخاص إلى مخيمات إغاثة موقتة.&

وأصبح هناك حاليا أكثر من 1.3 مليون شخص في مخيمات موقتة، رغم أن الفيضانات التي خلفت 420 قتيلًا ومفقودًا على الأقل انحسرت بسرعة. وأثارت حكومة نيودلهي غضب إدارة كيرالا برفضها عرضًا ماليًا للمساعدة من حكومة الإمارات العربية المتحدة.

هاجم وزير مالية كيرالا توماس إسحق سياسة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب رفضه قبول المال. وكتب الوزير الشيوعي على تويتر أنه إذا كانت الحكومة القومية اليمينية تتخذ "موقفًا سلبيًا" من عرض المساعدة الإماراتي "فعليها أن تقدم التعويضات لكيرالا".

من جهته دعا رئيس وزراء كيرالا بيناراي فيجايان إلى "محادثات رفيعة المستوى" مع الحكومة الوطنية حول هذا الخلاف. ويقيم حوالى ثلاثة ملايين هندي في دولة الإمارات، والعديد منهم يتحدر من كيرالا، التي تضم عددًا كبيرًا من المسلمين.

وكانت وزارة الخارجية الهندية أعلنت في وقت متأخر الأربعاء أن "الحكومة، وتماشيًا مع السياسة القائمة، تلتزم تلبية احتياجات الإغاثة وإعادة التأهيل عبر الجهود المحلية". تابعت الوزارة أن الأموال الخارجية يمكن أن يتم التبرع بها حصرًا من أشخاص من أصول هندية، أو من شركات هندية تعمل في الخارج.

ولدى الهند سجل في رفض المساعدات الخارجية بعد الكوارث. فقد رفضت المساعدات الخارجية بعد تسونامي 2004 الذي أدى إلى مقتل الآلاف في الهند. وقال خبراء إن الحكومات الهندية تريد أن تثبت قدرتها على التعامل مع أي حالة طوارئ من تلقاء نفسها.

مخيمات مكتظة
لم تذكر الهند على وجه التحديد العرض الإماراتي، مؤكدة فقط أنها "تقدر بعمق العروض من دول عدة، بما في ذلك من حكومات أجنبية، للمساعدة على جهود الإغاثة وإعادة التأهيل بعد الفيضانات المأساوية". يفوق العرض الإماراتي مبلغ 97 مليون دولار كانت الحكومة الهندية وعدت بتقديمه إلى السلطات المحلية لمواجهة تداعيات الفيضانات، فيما تقدر الأضرار بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.

تقول السلطات المحلية إن عشرة آلاف كلم من الطرقات دمرت أو تضررت، فيما تشير التقديرات حول عدد المنازل التي يجب إعادة بناؤها إلى ما بين 20 ألفًا و50 ألفًا. العديد من الوافدين الجدد إلى مخيمات الإغاثة هم أشخاص عادوا إلى منازلهم ووجدوها غير قابلة للسكن.

وأقدم رجل يبلغ الثامنة والستين من العمر على الانتحار الأربعاء بعدما إطلع على حالة منزله في كوثاد في منطقة أرناكولام. وكان شاب في الـ19 من العمر انتحر أيضًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، لأن شهاداته أتلفت من جراء الفيضانات كما أفادت الشرطة.

وقال فيجايان إن هناك حاليًا نحو 1.34 مليون شخص في ثلاثة آلاف مخيم، ما يشكل ارتفاعًا بحوالى 300 ألف شخص في يومين.
وفي دليل آخر على حجم الفوضى السائدة، تم إرجاء إعادة فتح مطار كوشي الدولي، أبرز مطار في الولاية، ثلاثة أيام حتى 29 أغسطس.

لكن توم جوزيه المسؤول الكبير في الإدارة المحلية للولاية قال لوكالة فرانس برس إن الوضع في مختلف أنحاء الولاية تحسن.وأوضح "إذا لم تهطل الأمطار مجددًا في الأيام المقبلة، حينئذ يمكننا العودة إلى الوضع الطبيعي في وقت قريب" بعدما عاين الأضرار في المناطق المنكوبة من الجو. أضاف "إن عمليات الإنقاذ استكملت تقريبًا. أولويتنا الآن هي تأمين المساعدات وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة".
&