تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بـ"يوم المرأة الإماراتية" الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار "المرأة على نهج زايد"، تزامنًا مع مئوية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آلِ نهيان مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها، وإعلان الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن عام 2018 في الإمارات سيحمل شعار "عام زايد".

إيلاف من دبي: وفقًا لإحصائيات وتقارير رسمية صادرة من حكومة الإمارات، تمكنت المرأة الإماراتية على مدار أربعة عقود من تحقيق إنجازات غير مسبوقة، وأصبحت لها مكانتها بين نساء العالم. وأثبتت المرأة الإماراتية حضورها القوي وعطاءها الفاعل والمتميز في خدمة وطنها في مختلف مجالات العمل، كما استطاعت الوصول إلى مرحلة التوازن بين الجنسين في المجتمع، ووضعت قدمًا ثابتة وقوية في كل المناصب، سواء كانت في القطاع الحكومي أو الخاص.

وتدعم الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات" المرأة في الإمارات بشكل كبير وتدفعها قدمًا نحو الأمام من خلال منحها كل الدعم والثقة في المجتمع، وكانت الشيخة فاطمة قد أعلنت خلال شهر نوفمبر عام 2014 هذا اليوم ليكون مناسبة وطنية، وذلك تزامنًا مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في الـ 28 من أغسطس عام 1975.

مرجع إلكتروني
شهد العام الجاري 2018 إطلاق الاتحاد النسائي العام موسوعة المرأة الإماراتية التي تعد أول مرجع إلكتروني موثق حول كل ما يتعلق بالمرأة الإماراتية وإنجازاتها ومسيرتها (UAEW.AE)، وتتيح الموسوعة للأعضاء الممثلين بالجهات الرسمية والشخصيات النسائية والخبراء المتخصصين للوصول إلى عدد من الخدمات الإلكترونية.

وكشفت الإحصائيات الرسمية أن المرأة الإماراتية تحتل نسبة 66 % من الوظائف الحكومية، منها 30 % في موقع القرار، وتتولى منصب رئيسة المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان) وعضوة فيه، وتحتل 9 مقاعد في مجلس الوزراء الاتحادي، كما إنها تشغل الكثير من المناصب المهمة، التي تتطلب طبيعة وكفاءة خاصة، فهي أيضًا سفيرة وقاضية وشرطية ومحامية، وتدير هذه المناصب بكفاءة واقتدار.&

سيدات الأعمال
يقدر عدد سيدات الأعمال في القطاع الاقتصادي في دولة الإمارات بنحو 23 ألف سيدة يدرن رؤوس أموال تقدر بنحو 50 مليار درهم، وتعمل المرأة الإماراتية في قطاعات البنوك والمقاولات وشركات مواد الغذاء والاستشارات الهندسية وغيرها.&

هذا وشكل حضور المرأة الإماراتية في قطاعات علوم الفضاء والتكنولوجيا والهندسة والطب عاملًا مهمًا في تحقيق التنمية المحلية، وأثبتت بنت الإمارات كفاءتها وأنها قادرة على منافسة الرجل في مختلف مواقع العمل.

شكل حضور المرأة الإماراتية في قطاعات عدة عاملًا مهمًا في تحقيق التنمية المحلية

بحسب إحصائيات الاتحاد النسائي العام، فعلى صعيد السلك الدبلوماسي تم تعيين 6 سفيرات في بعثات دولة الإمارات في نيويورك وإسبانيا والدنمارك ولاتفيا والبرازيل وفنلندا، إضافة إلى قنصل في الصين، كما توجد امرأة واحدة بدرجة وزير مفوض من الدرجة الأولى، و3 سيدات بدرجة وزير مفوض، و8 سيدات بدرجة مستشار، و30 سيدة بدرجة سكرتير أول، و62 سيدة بدرجة سكرتير ثانٍ، و61 سيدة بدرجة سكرتير ثالث، و63 ملحقا، حيث يبلغ عدد الموظفات الدبلوماسيات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي 234 من إجمالي 741 موظفاً.

كما تتواجد المرأة الإماراتية في سلك القضاء والنيابة العامة، حيث توجد قاضيتان في المحكمة الابتدائية وقاضيتان في المحكمة العسكرية ووكيلتا نيابة، بالإضافة إلى 17 مساعدة&وكيلة نيابة والمأذونة الشرعية.

أما بالنسبة إلى المؤشرات العالمية الخاصة بالمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد الإمارات الأولى عالميًا في مؤشر معدل التحاق المرأة بالتعليم العالي، وحققت المركز الأول عالميًا في مؤشر إلمام المرأة بالقراءة والكتابة وكل من مؤشري مشاركة المرأة في التعليم الإعدادي والتعليم الثانوي.

في عام 2014، تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤشر احترام المرأة عالميًا في الحفاظ على كرامتها وتعزيز مكانتها، كما احتلت المرتبة الأولى عربيًا في تمكين المرأة قياديًا وبرلمانيًا.

تنمية الكوادر النسائية
اقتصاديًا، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات لدعم المرأة في المجال الاقتصادي من خلال تنمية الكوادر النسائية وبناء قدراتها، حيث بلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات نحو 23 ألف سيدة يدرن مشروعات تزيد قيمتها على 50 مليار درهم، ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة.&

فيما استحوذت المرأة على نحو 66 % من القوة العاملة في القطاع الحكومي، و30 % منهن في مراكز قيادية مرتبطة باتخاذ القرار، وتشكل النساء الإماراتيات 25 % من القوى العاملة، وتشارك المرأة الإماراتية نسبة 30 % من العاملين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتتمتع المرأة الإماراتية بمشاركة اقتصادية نشطة في الدولة.

مسيرة عبر العصور
وقالت الشيخة فاطمة بنت مبارك إن "الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية يعتبر فرصة للاعتزاز بإنجازاتها على الصعيدين المحلي والدولي، ووسام تكريم وتقدير للمرأة الإماراتية الحاضرة والغائبة، حيث كانت للمرأة إسهامات كبيرة وكثيرة في آن واحد في مسيرة مجتمع الإمارات عبر العصور، ومن حق المرأة أن يحتفي بها جميع أفراد المجتمع".

الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

أضافت أن "المرأة الإماراتية هي أم للشهيد وزوجة له، فهي قدمت ولا تزال أغلى ما يكون لديها دفاعًا عن الوطن وحماية مكتسباته وإنجازاته، وتزاول حاليًا كل المهن الأكاديمية والعلمية، وهي بذلك لم يسبقها أحد في مسيرتها من النساء الأخريات، وما زالت جادة في عملها، وتواصل النجاح تلو النجاح.. أقدر الدور الذي تضطلع به المرأة الإماراتية في مجالات العمل الخيري والإنساني وتضحياتها من أجل تحسين ظروف وإغاثة المنكوبين وحشد التأييد لقضايا المرأة ومحو الأمية ورعاية الطفولة وأصحاب الهمم والأيتام ومناصرة أوضاع المرأة التي تعاني من العديد من المناطق".

حضور فاعل
وأكدت الشيخة فاطمة أن "المرأة الإماراتية سجلت حضورًا فاعلًا في العديد من المناطق المتأثرة بالكوارث، فكانت الأولى وصولًا إلى الضحايا، خاصة من النساء والأطفال في مختلف مناطق العالم، وقدمت الدعم والمساندة إلى الأيتام والأرامل والمشردين من دون مأوى أو غذاء".

تعد دولة الإمارات سباقة في تقدير المرأة، فمنذ تأسيس الاتحاد على أيدي الراحل الشيخ زايد بن سلطان، والمرأة تحقق مكاسب متتالية، وأظهرت مؤشرات التنافسية العالمية تطورًا مذهلًا للمرأة في المجالات كافة.

وعملت الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" منذ بداية سبعينات القرن الماضي على استثمار الفرص المتاحة للمرأة في الدولة وعلى توحيد جهودها في إمارات الدولة كافة في منظومة واحدة ومظلة واحدة، وهي الاتحاد النسائي العام، الذي تأسس عام 1975 ليكون الممثل الرسمي للمرأة، بمباركة من الراحل الشيخ زايد بن سلطان، الذي كان حريصًا على إزالة جميع المعوقات التي تقف حائلًا أمام تقدم المرأة والاعتراف بحقوقها.

&
&