لندن: تمنى عبد السلام النجيب عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري أن تنعكس تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس النظام السوري بشار الأسد من شن "هجوم متهور" على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والواقعة شمال سوريا، "إيجاباً على الوضع الإنساني للمدنيين في ادلب".

وأكد أن تيار الغد السوري دائما يطالب "بتفكيك جبهة النصرة وكافة التنظيمات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي العالمي، وإخراجها من البلاد بطريقة أو أخرى على أن لا يسبب ذلك أذى للمدنيين في إدلب سواء ضحايا أو عمليات تهجير"، إضافة إلى أنه أشار إلى ما يشدد عليه التيار دائماً "بضرورة حصول توافق أميركي روسي للحل في سوريا".

وأوضح أن تيار الغد السوري ساهم بشكل فعّال في الكثير من اتفاقات وقف اطلاق النار ، وكان أثرها ايجابيًا في مناطق التصعيد وغيرها من المناطق الساخنة.

وكان ترمب قد قال في تغريدة على تويتر: "إن مئات الآلاف ربما يُقتلون". وأكد "سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً بالمشاركة في هذه المأساة الإنسانية المحتملة". وأضاف: "مئات الآلاف من الأشخاص ربما يُقتلون. لا تسمحوا بحدوث هذا!".

رفض روسي&

ورفض الكرملين، اليوم تحذير الرئيس الأميركي من شن هجوم على إدلب شمال غربي سوريا، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، قائلا إن المنطقة أصبحت "وكرًا للإرهابيين".

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "توجيه تحذيرات دون الأخذ في الاعتبار الوضع الكامل في سوريا، الذي يعد في غاية الخطورة وله أبعاد سلبية لا يعد على الأرجح منهاجًا شاملا".

وأضاف أن وجود مسلحين في إدلب يقوض عملية السلام السورية ويجعل المنطقة قاعدة لشن هجمات على القوات الروسية في سوريا.

وقال بيسكوف " إن الوضع في إدلب سيكون من القضايا الرئيسية على جدول أعمال محادثات زعماء روسيا وإيران وتركيا في طهران الأسبوع الجاري".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن الاثنين استحالة الصبر على الوضع القائم في إدلب "إلى ما لا نهاية"، مشددا على ضرورة الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والإرهابيين.

إيران توافق&

في حين دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تطهير محافظة إدلب ممن أسماهم بـ"الجماعات الإرهابية". وجاءت تصريحات ظريف من دمشق خلال زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقا التقى خلالها بشار الأسد.

قلق أوروبي&

وأعربت كل من ألمانيا وفرنسا عن قلقهما إزاء عواقب عملية عسكرية محتملة للنظام السوري في إدلب، واعتبرتا أنها قد تكون "كارثية".&

وشدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنه يرغب في "منع وقوع كارثة إنسانية في إدلب"، مؤكدا أنه سيبحث هذا الموضوع خلال زيارته لتركيا يومي 5 و6 سبتمبر الجاري.

كما أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها إزاء "عملية هجومية محتملة واسعة النطاق لقوات النظام السوري وحلفائه في منطقة خفض التصعيد في إدلب". واعتبرت أنه من شأن مثل هذه العملية أن تؤدي إلى "عواقب كارثية"، بما فيها "كارثة إنسانية وكارثة نزوح كبيرة".

انتقاد دي ميستورا&

في المقابل، انتقد الائتلاف السوري المعارض في بيان&تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، سيتفان دي ميستورا، الأخيرة حول إدلب، ودعا إلى بذل كل الجهود لمنع أي انتهاك في منطقة خفض التصعيد بإدلب، والحفاظ على أمن وسلامة المدنيين فيها.

وقال رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى إن "مواقف المبعوث الدولي يجب أن تنسجم مع مهامه؛ حيث جاءت التصريحات الأخيرة له متناقضة مع طبيعة المهام المكلف بها".

وأكد في تصريحات له الْيَوْم: "بدا واضحاً لكل الأطراف أن دي ميستور تجاوز صلاحياته كوسيط دولي محايد، وأن ما يقوم به يفقده مصداقيته، وبدلا من بذل كل جهوده وحراكه للضغط من أجل مواجهة مخططات النظام، وتجنيب إدلب أي عملية عسكرية، والتركيز على تحريك المسار السياسي؛ جاءت تصريحاته لتصب في إطار خيارات النظام وحلفائه في التصعيد، وبالتالي تهديد سلامة أكثر من 3 ملايين مدني في إدلب".
&