لندن: يبحث ممثلو روسيا وتركيا وإيران، اليوم الاثنين وغدًا الثلاثاء، مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية في جنيف رغم فشل رؤساء الدول الثلاث&يوم الجمعة الماضية في تجاوز خلافاتهم، واتفاقهم فقط على مواصلة التعاون من أجل التوصل إلى حل لتفادي وقوع خسائر في الأرواح في إدلب شمال غرب سوريا، حيث تقصف القوات الروسية ويحشد النظام قواته، وفي غضون ذلك أرسلت نساء مِن إدلب رسالة الى المبعوث الأممي طالبنه&بزيارة المحافظة ليكتشف وجود ملايين المدنيين.

حشد عسكري تركي&

ولم يبدِ&القيادي في الجيش الحر فاتح حسون في تصريح خصَّ&به "إيلاف" تفاؤله، وقال "لست متفائلا بما يتعلق بالعملية السياسية، لكني متفائل حول ما يحدث على الأرض في الشمال، حيث الجميع متفق على المقاومة، ويساندهم تكاتف دولي لرفض المعركة، وتكاتف سياسي ودبلوماسي عالمي بوجه روسيا والنظام".

وأكد "أن تعزيز التواجد التركي من بعد اجتماع طهران يدل على وقوف عسكري استراتيجي تركي مع الشعب السوري المظلوم، وهذا يعطي الثورة عاملا قويا للصبر والمقاومة والثبات، ويجعل روسيا وإيران تغيران من موقفهما المتعنت".

مؤتمر إدلب&

وأشار حسون الى أن "مؤتمر الدول الثلاث الذي حصل في طهران يمكن اعتباره مؤتمر إدلب بامتياز، وما كان له أن يحقق النجاح وسط إصرار روسي على المضي بالعمل العسكري بحق شعبنا السوري المظلوم مهما كلّف من دماء ومآسٍ، ووقوف إيراني على الحياد يتناسب مع تكتيكها الحالي المتمثل بعدم التمدد نتيجة الضغط الأميركي، وموقف ثابت ومبدئي&من قبل الشقيقة تركيا تمثل بالرفض الكامل لأي عمل عسكري ممكن أن يحصل على إدلب".

واعتبر أن هذا "الموقف الاستراتيجي لتركيا من قبل رئيسها سيجعل روسيا تبدل موقفها، لا سيما أنه أوضح عبر تغريدات لاحقة أن تركيا لن تكون شريكة أو متفرجة على قتل الأبرياء من الشعب السوري، وما تلا ذلك من تصريحات تركية تأكيدية".

وأكد أن "روسيا تحتاج إلى شريك لطائراتها على الأرض لتحقيق تقدم بعد القصف المركز والكثيف على كل ما يمكن أن يتواجد على المكان المستهدف، ولكنها لم تستطع إيجاد هذا الشريك على الأرض في ظل قلة مقاتلي النظام وعزوف إيران عن المشاركة ومنع أميركا لقوات قسد من المشاركة وفشل روسيا في حشد مقاتلي فصائل المصالحات لذلك".

وبالتالي رأى أنه "كان للموقف التركي تأثير واضح ومشجع لباقي دول العالم التي أفصحت عن عدم رضاها عن معركة إدلب، وأصبحت معزولة في قرارها هذا، لا بل مهددة بإجراءات ليس لصالحها إن مضت في ذلك".

سلسلة مباحثات

ونقلت وكالة "تاس" اليوم عن ألكسندر لافرنتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي، قوله إن هذين اليومين (اليوم وغدًا) سيشهدان سلسلة من المباحثات في صيغ مختلفة، مضيفا أنه متفائل بشأن هذه المباحثات.
ويشارك في هذه المباحثات عن الجانب الروسي إلى جانب لافرنتيف، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين.

ويعد هذا اللقاء هو الثاني من نوعه لممثلين عن الدول الضامنة للهدنة في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) مع المبعوث الأممي منذ يونيو الماضي.

هذا وشنّت طائرات روسية الجمعة والسبت والأحد غارات متقطعة على مقار قيل إنها تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وأخرى لحركة أحرار الشام الإسلامية في محافظة إدلب وأوقعت قتلى وأعلن&عدد&من المجالس المحلية في ريف إدلب وحماة المناطق منكوبة بفعل قصف النظام المكثف، ما أدى الى خسائر في الأرواح وخروج مشافٍ&عن العمل ونزوح الأهالي.

وبدأ مئات المدنيين منذ الخميس الفرار من مناطق في إدلب، خوفًا من هجوم وشيك. ولكن الحدود مغلقة اضافة الى رصد ارتفاع عمليات الانتحار.

وتتركز عمليات النزوح خصوصًا من الريف الجنوبي الشرقي، الذي يستهدف منذ أيام بقصف جوي سوري وروسي.

ازدياد الشرخ&

واجتمعت الآراء ان قمة طهران بين الرؤساء الإيراني والتركي والروسي، أظهرت ازدياد الشرخ بين مواقف هذه الدول حيال مصير شمال غربي سوريا.

وتقابل فصائل المعارضة المسلحة التأجيل بـ"الاستعداد لكل احتمال"، حسب ما أكد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب ناجي أبو حذيفة في تصريحات، وقال "نحن نعلم خداع روسيا والنظام وإيران، لذلك نحن نعوّل على جاهزيتنا العسكرية واستعدادنا لكل الاحتمالات".

ورصد مراقبون رأيين في الاجتماع محور أردوغان وحيدا من جهة، الذي أصرّ على إدخال بند الهدنة ووقف إطلاق النار فوراً في إدلب، ومن جهة أخرى محور روحاني بوتين وخيار المجزرة في إدلب والرافض لوقف إطلاق النار، "على قاعدة رفض حماية الإرهابيين بحجة وجود مدنيين"، على حد تعبير بوتين وبدا ملف إدلب الموضوع الأبرز ومادة الخلاف الرئيسية لا الوحيدة.