لندن: طالب برلمانيون بريطانيون حكومة تيريزا ماي بالتحرك العاجل لمنع نظام بشار الأسد من ارتكاب جرائم بحق الانسانية في المستقبل قائلين إن ثمن تقاعس الحكومة البريطانية عن العمل في سوريا كان "باهظاً الى حد غير مقبول".&

ودعت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم الى اعتماد استراتيجية لمنع النظام السوري من ارتكاب مزيد من الفظائع بعد ان خلصت الى فشل الحكومة البريطانية "فشلا واضحاً في حماية المدنيين ومنع ارتكاب جرائم جماعية نكراء في سوريا"، كما افادت صحيفة الاندبندنت في تقرير عن النتائج التي خرجت بها اللجنة.&

واقترحت اللجنة فتح تحقيق مستقل في تخلف بريطانيا عن التدخل عسكرياً في النزاع. وقال اعضاء اللجنة "إن غياب الرد المبكر على نظام بشار الأسد أسفر عن عواقب وخيمة وفتح الباب لتدخل روسيا وايران".&

واعترفت اللجنة في تقريرها بأن الحكومة البريطانية قدمت "مساهمة كبيرة" في الجهود الانسانية ولكنها شجبت تخلف لندن عن استخدام القوة العسكرية، الذي أسهم في نشوء أزمة "ذات تداعيات في اوروبا والمملكة المتحدة".&

ونقلت صحيفة الاندبندنت عن تقرير لجنة الشؤون الخارجية لمجلس العموم "انه أصبح واضحاً من خلال تحقيقنا ان ثمن التقاعس عن العمل في حالة سوريا كان باهظاً الى حد غير معقول".&

ودعا التقرير الى فتح تحقيق مستقل في عمليات صنع القرار، التي أدت الى عدم تدخل بريطانيا والدروس التي يمكن استخلاصها من الكلفة البشرية التي بلغت 400 الف قتيل، وتشريد 11 مليون سوري أو نصف سكان سوريا.&

ومن التوصيات الأخرى للجنة تنفيذ مقترح فرنسا الداعي الى الامتناع عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي حين تكون هناك ادلة كافية على ارتكاب جرائم ابادة جماعية وتشجيع الدول الأخرى على تنفيذه، وتحديث استراتيجية حماية المدنيين في الحرب، وتحديد الشروط التي يكون التدخل الانساني ممكناً بموجبها.&

ولاحظ التقرير ان تحقيقات مثل التحقيق في حرب العراق تناولت كلفة التدخل وتعقيداته والتحديات المرتبطة به، ولكن "عواقب عدم التحرك ليست مفهومة بالقدر نفسه".&

ونقلت صحيفة الاندبندنت عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية توم توغيندات قوله "إن عواقب عدم التحرك يمكن أن تكون مدمرة وان الشعب السوري يُرينا بوضوح ان اختيار عدم التحرك والوقوف جانباً يمكن ان تترتب عليه عواقب حقيقية ومرعبة بقدر عواقب القرار بالتدخل".&

وأشار توغيندات الى اقتراب الوضع في إدلب من نقطة الانفجار قائلا إن العمل لمنع وقوع فظائع جماعية أشد إلحاحاً من أي وقت مضى.&

ورحبت منظمات حقوقية وانسانية بالتقرير، مشيرة الى انها دعت مراراً الى اعتماد الحكومة مثل هذه الاستراتيجية لمنع ارتكاب فظائع جماعية.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/uk/politics/syria-military-action-foreign-affairs-committee-assad-atrocity-inquiry-a8529856.html


&