إيلاف من القاهرة: تحظى الحكومات المتعاقبة للمملكة العربية السعودية بسجلات حافلة في جهود تقديم خدمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية إلى الدول العربية والإسلامية والصديقة منذ الملك المؤسس الراحل، لكن القرار الملكي بتدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الثالث عشر من مايو 2015 جاء ليخط ملامح عصر جديد في هذا المجال.

ووفقًا لتقرير صادر من السفارة السعودية في مصر، فإنه في خضم الأحداث التي يشهدها العديد من الأقطار حول العالم، فإن المملكة العربية السعودية جعلت عمليات تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية على رأس أولوياتها عبر برامج احترافية تخضع لمعايير فنية مُحكمة، وتستهدف تحسين حياة الشعوب، إذ بلغ حجم المساعدات الخارجية للمملكة نحو 84.7 مليار دولار أميركي وذلك خلال الفترة من العام 1996 حتى عام 2018م.

مع اقتراب احتفال المملكة بعيدها الوطني الذي تحل ذكراه السنوية يوم 23 سبتمبر الجاري، فإن التوسعات التي تشهدها برامج الغوث والإنماء التي تقدمها المملكة قد لاقت استحسانًا لدى كل المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حيث امتدت أيادي المملكة إلى نحو 37 دولة، استفادت من حزم المساعدات والبرامج الإنمائية التي قدمتها السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي أنجز بدوره حوالى 457 مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا حول العالم بتكلفة إجمالية تجاوزت 1.9 مليار دولار أميركي، وذلك حتى نهاية شهر أغسطس 2018.

لا تقتصر الجهود الإغاثية للمملكة على إطلاق المشروعات التنموية والبرامج الإنسانية في المناطق المنكوبة التي تعرّضت لكوارث طبيعية في بعض الدول، لكنها امتدت لتشمل استضافة عدد من الزائرين فوق أراضيها، إذ يوضح الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة أن المملكة استضافت على أراضيها 561.911 زائرًا يمنيًا و262.573 زائرًا سوريًا (لاجئين) وأكثر من 249 ألفاً من أقلية الروهينغا.

في هذا الإطار أيضًا وبالنظر للظرف الإنساني الذي تمر به الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة، فقد خصصت المملكة نحو 277 مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا للأشقاء في اليمن بتكلفة إجمالية تجاوزت 1.6 مليار دولار أميركي، وذلك ضمن البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن، فيما خصص مركز الملك سلمان للإغاثة حزمًا من البرامج والمساعدات والمشروعات الإنمائية للأشقاء في الجمهورية العربية السورية، وكان آخرها إطلاق مشروع لإعادة تأهيل المرافق العامة في ريف حلب الشمالي.