فرّ مئات من اليمنيين من الحرب المشتعلة في بلادهم خلال الأشهر الأخيرة نحو كوريا الجنوبية، ظنًا أنه سيكون مرحبًا بهم هناك، لكنهم اكتشفوا بعد فوات الآوان أن هذا البلد الآسيوي لا يقبل انضمام غرباء إلى "مجتمعه المتجانس".

إيلاف: ذكرت&صحيفة "نيويورك تايمز" أن اليمنيين، جاؤوا إلى جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية، التي لا يحتاجون تأشيرة للدخول إليها.

عريضة لصد اللاجئين
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأربعاء، فإنه وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وصل إلى الجزيرة 581 يمنيًا، بزيادة بنسبة 51 بالمئة عن العام الماضي، وهو الأمر الذي دفع الحكومة في سيول أخيرًا إلى فرض تأشيرة على مواطني اليمن الراغبين في القدوم إلى الجزيرة.

ولفت التقرير إلى أن وصول اليمنيين إلى جيجو، خلق أول حركة مناهضة للاجئين في البلاد، وشهدت مدن كثيرة، منها العاصمة، تظاهرات تطالب الحكومة بعدم استقبالهم.

وقع 714 ألف مواطن على عريضة تطالب الحكومة بعدم استقبالهم على شبكة الإنترنت، وهو رقم كبير جدًا يعكس طبيعة البلاد التي لا ترحّب باللاجئين.

قال هاني الجنيد، الذي وصل إلى الجزيرة في مطلع الصيف الماضي، وهو صحافي يبلغ من العمر 37 عامًا، "لم يكن هناك مكان آمن في اليمن لأختبئ فيه، لديّ العديد من الأعداء في أوساط الجماعات المسلحة في البلاد، ظننا أن كوريا الجنوبية سترحّب بنا، لكننا كنا على خطأ".

سيضاهوننا عددًا!
وتستغل شبكات الإنترنت فضاءاتها والتظاهرات منابرها "للمناداة بطرد العرب الإرهابيين الذين يغتصبون النساء". وشن يانغ أون أوك (70 عامًا)، وهو يقود إحدى المظاهرات في الجزيرة هجومًا على الإسلام "هنا 500 منهم... إنهم يتزوجون العديد من النساء، وينتجون الكثير من الأطفال، كم سيصبح عددهم بعد عشر أو عشرين سنة من الآن!".

كان هؤلاء اليمنيون توقفوا في ماليزيا في طريقهم إلى جيجو، ظنًا أنها وبوصفها دولة إسلامية ستقبل لجوءهم إليها، لكن الحكومة في كوالالمبور رفضت طلباتهم، ولم تسمح لهم بالبقاء أكثر من تسعين يومًا.

هرب معاذ جلال محمد الرازقي وزوجته الحامل من اليمن في مايو الماضي، إلى ماليزيا، ومنها إلى جيجو. وباع مروان سعيد، 38 سنة، مهندس كمبيوتر من صنعاء، والذي وصل في أواخر مايو، سيارته المستعملة من طراز هيونداي ومجوهرات زوجته، لتوفير نفقات رحلته إلى جيجو "لكنني صدمت هنا، فهم يعاملوننا كالحيوانات، ويقيدون تحركاتنا، بعكس ما يتعاملون مع طالبي اللجوء من الدول الأخرى".

بحثًا عن الأفضل
ورغم أن عدد اليمنيين، وهو بالمئات، ضئيل جدًا مقارنة بسكان الجزيرة البالغ عددهم 660 ألفاً، لكن وجودهم أثار الكثير من القلق والخوف والغضب.

قال جمال ناصري (43 عامًا)، وهو مسؤول زراعي سابق في اليمن، وصل في مايو مع زوجته وخمس بنات، تتراوح أعمارهن بين 8 و18 عامًا: "كان جيجو خيارنا الأفضل". أضاف "نحن نفكر في مستقبلنا، وكيف نحافظ على أطفالنا وكيف نرسلهم إلى المدرسة ليعيشوا حياة أفضل، لأننا بشر".

وكانت حكومة كوريا الجنوبية اضطرت إلى وضع قانون يوفر الحماية للاجئين عام 2013 بسبب ضغوط جماعات حقوق الإنسان، ما رفع عدد طالبي اللجوء من 2896 في 2014 إلى 9942 في 2017.

وتحاول الحكومة توفير وظائف لليمنيين في قوارب لصيد السمك، حتى يتم فحص طلبات اللجوء التي تقدموا بها، وهي عملية قد تستغرق أشهرًا.