لندن: نشرت مجلة شبيغل&الألمانية تحقيقًا واسعًا عن منظمة أتوموافن ديفيجن Atomwaffen Division النازية الجديدة في الولايات المتحدة التي أُنشئت قبل ثلاث سنوات قائلة إن مفكرها الأيديولوجي جيمس نولان ميسون (66 عامًا) كان متطرفًا منذ نعومة أظفاره.

فهو انضم إلى الحزب النازي الأميركي حين كان في الرابعة عشرة من العمر، وارتبط بجبهة التحرير الاشتراكية القومية في السبعينيات. سُجن عدة مرات لارتكابه جرائم مختلفة بينها الاعتداء على مجموعة من المواطنين السود. واتُهم مرة بالاعتداء على طفل فيما عثرت الشرطة في شقته على صور عارية لفتاة في الخامسة عشرة مع رايات نازية وصور لهتلر ووزير دعايته غوبلز.
&
حرب أعراق!

في الثمانينات، نشر ميسون أفكاره المتطرفة في كتاب بعنوان Siege أو "النصر" بالألمانية، ضمنه رسائله الاخبارية الغريبة التي تعاون على كتابتها مع السفاح تشارلس مانسون الذي أسس عصابة ارتكبت جرائم قتل روعت أميركا في أواخر الستينيات.

يدعو ميسون في كتابه إلى بناء شبكة من الخلايا الإرهابية اللامركزية. وكان هدفه إيصال آرائه المتطرفة إلى الأجيال اللاحقة من دون نجاح طيلة تلك الفترة.&

لكن هذا كله تغير في عام 2015، عندما أُسست منظمة أتوموافن ديفيجن (كلمة أتوموافن Atomwaffen تعني بالالمانية السلاح الذري) على الانترنت حيث بدأت منبرًا للنازيين الجدد في أنحاء العالم.&

أصبح كتاب "النصر" إنجيل المنظمة، وميسون زعيمها الأيديولوجي، بعد أن استهوتهم أفكاره السامة. لكن ثمة خبراء يقولون إن هذا ليس الشيء الوحيد الذي يجعل النازيين الجدد جماعة خطرة. فهم مدججون بالسلاح ومستعدون لاستخدام سلاحهم، بل يهيئون أنفسهم لما يقولون انها "حرب أعراق" مقبلة في ما يسمونه "معسكرات كراهية". ويتولى تدريبهم على السلاح افراد في الجيش الأميركي ينتمون إلى المنظمة، بحسب مجلة شبيغل مشيرة إلى جرائم قتل ارتكبها اعضاء المنظمة في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة. &
&
إرهاب واضح

تقول المجلة انها تمكنت من اجراء احاديث مع اعضاء في هذه المنظمة يتضح منها أن المستهدفين بأفكارها واعتداءاتها ليس المثليين واليهود والمسلمين والسود فحسب، بل انها تمجد كل اشكال الارهاب اليميني المتطرف وسفاحين مثل تيموثي ماكفي وديلان روف والنرويجي اندريس بريفيك.&

يتبادل أعضاء المنظمة روابط أرشيفات على الانترنت، فيها مئات الوثائق التي تتضمن تحضيرات لتنفيذ هجمات ارهابية، بما في ذلك على محطات طاقة وشبكات كهرباء وجسور، وعشرات التعليمات لتصنيع العبوات والقنابل المسمارية وتفخيخ السيارات إلى جانب توجيهات لتصنيع صواعق وأجهزة توقيت ومتفجرات شديدة من مواد منزلية. &

اللافت أن اعضاء هذه المنظمة النازية الجديدة ينشرون صور اشخاص قُتلوا بذبحهم وقطع رؤوسهم أو بطرق أخرى، بما في ذلك افلام فيديو لإعدامات نفذها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". كما يتبادلون تفسيرات محرَّفة لآيات قرآنية.&
&
لا قيمة لها!

تتسم مواقف المنظمة بالعداء الشديد للمرأة، بما في ذلك الإشارة اليها بوصفها "مريضة اجتماعيًا، أنانية، لا قيمة لها" و"عاهرة" و"ملكية" عائدة للرجل.

تنقل شبيغل عن أحد أعضاء المنظمة قوله إن المرأة تستحق "كل اغتصاب" تتعرض له. تقول شبيغل في تحقيقها إن المنظمة أُعجبت بكتابات ميسون الذي بحثت عنه إلى أن عثرت عليه في عام 2017 حين كان مختفيًا.&

عملت المنظمة على ترويج أفكار ميسون في عصر التكنولوجيا الرقمية، وأخذت تنشر كتاباته على موقع جديد وتبث ملفات صوتية له. لكن المنظمة تركز على ترويج كتب ه التي يدعي زعيمها جون كاميرون دينتون أنه يملك حقوقها. &

تكتب شبيغل في ختام تحقيقها أن "أتوموافن ديفيجن" تقوم الآن بدور تجمع عالمي للشباب المتطرفين الذين لا يتورعون عن ممارسة العنف، وأن جيمس ميسون هو مصدر إلهامهم.

فالشباب المتأثرون بأفكاره يعملون على إشاعة نظرة همجية إلى العالم ويريدون أن يكونوا متطرفين أقصى درجات التطرف، وحينذاك لا يبقى سوى ترجمة هذه الكراهية إلى فعل.&
&&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "شبيغل أونلاين". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.spiegel.de/international/the-hate-network-an-inside-look-at-a-global-extremist-group-a-1226861.html