إيلاف من لندن: فيما عبرت واشنطن عن غضبها لاتهامها بالضلوع في احداث العنف التي شهدتها محافظة البصرة العراقية الجنوبية مؤخرا، فقد تفجر خلاف عراقي بريطاني حول طبيعة الحكومة العراقية المنتظرة ومهامها.

وعبرت وزارة الخارجية العراقية اليوم عن إستغرابها لتغريدة للسفير البريطاني في بغداد جوناثان بول ويلكس وحديثه عن طبيعة واجبات الحكومة العراقية المقبلة، وقال أحمد محجوب ‏المتحدث الرسمي باسم الوزارة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إن قرار تشكيل الحكومة العراقية هو قرار وطني عراقي محض، وان المهام الموكلة اليها هي تكليف شعبي عبر البرلمان العراقي وبرقابته.. وقالت انها تأمل مزيداً من الدعم الدولي والاقليمي للعملية السياسية بشكل عام وبما يضمن سيادة العراق.

وأشارت الخارجية إلى أنّ العراق اليوم يتمم استحقاقات العملية السياسية دستوريا عبر إنجاز إنتخاب رئيس البرلمان ونائبيه والمضي باتجاه إنتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء الجديد لتشكيل كابينته الحكومية على أسس من المهنية والكفاءة والتي ستعمل على تحقيق ما أمكن من الإنجازات وتجاوز العقبات ليحتل العراق موقعه الذي يليق به إقليمياً ودولياً ويوظف ثرواته لتحقيق الاعمار والرفاه والأمن بمساعدة ودعم الاشقاء والاصدقاء والمجتمع الدولي.

ومن المنتظر أن يستأنف البرلمان العراقي الثلاثاء المقبل جلساته لانتخاب رئيس الجمهورية واعلان الكتلة البرلمانية الاكبر التي سترشح رئيس الحكومة المقبلة وسط تجاذبات سياسية تطبع المشهد الحزبي العراقي الحالي.

وجاء موقف الخارجية هذا بعد أن كشف السفير البريطاني لدى بغداد جوناثان بول ويلكس اليوم عن مباحثات أجراها مع نظيره الإيراني إيرج مسجدي تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.&

وأوضح ويلكس على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "دعوت سعادة السفير الإيراني إلى نقاش صريح حول آخر المستجدات في العراق و اتفقنا على أن الحكومة المقبلة يجب أن تحسن خدماتها المقدمة وتوفر الوظائف إلى الشعب".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد امس على استقلالية القرار الوطني بعهد حكومته فيما دعا الحكومة المقبلة إلى التزام ذات النهج. وقال في تغريدة&على حسابه في "تويتر" إن "من الضروري الحفاظ على استقلالية قرارنا الوطني".. موضحا أنه "حين تولى مسؤولية رئاسة الحكومة عام 2014 عاهد الشعب على الحفاظ على استقلال العراق وقراره ومواقفه دون انحياز طائفي".

وشدد على أنه "التزم بهذا العهد للشعب العراقي على الرغم من مصاعب هذا الموقف داخليا وخارجيا".. مؤكدا على "ضرورة الحفاظ على هذا النهج الوطني المستقل وعدم الخروج عنه في عمل الحكومة المقبلة وعلاقاتها الخارجية مهما كلف الامر".&

يشار إلى أنّ مباحثات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وترشيح الشخصية التي ستتولى رئاستها تشهد تدخلا اميركيا وايرانيا سافرا يقوده بيرت ماكغورك مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترمب إلى العراق وقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ايراني مسؤول الملف العراقي في القيادة الايرانية.

واشنطن غاضبة لاتهامها بالضلوع في أحداث البصرة

عبرت واشنطن عن استيائها للاتهامات الموجهة لها بالضلوع في الاحداث المضطربة التي تشهدها محافظة البصرة العراقية الجنوبية.

وأكدت القنصلية الاميركية في البصرة عدم صلتها باحداث المحافظة، مشددة على وقوف الولايات المتحدة مع العراق في ايجاد حل للمسائل الحالية والتي تشكل عبئا على الشعب العراقي. وقالت القنصلية في بيان الخميس "ان وسائل الاعلام المختلفة تداولت في الاونة الاخيرة الكثير من الاخبار المفبركة، والتي لا تمت للحقيقة بصلة حول القنصل العام الاميركي في البصرة تيمي ديفيس، بالإضافة إلى الذين قاموا بالاتصال بالقنصلية في البصرة على حد&سواء".

وأضافت قائلة "لقد كنا ولسنوات عدة نقوم بنشر صور وتفاصيل لمختلف الفعاليات واللقاءات التي تضطلع بها القنصلية كجزء من جهودنا في عكس شفافية العمل مع المجتمع في جنوب العراق، وانه لمن المشين ان تتم&اساءة استخدام هذه الصور من قبل عديمي الضمير واستغلالها لشن حملة اساءة إلى هؤلاء الاشخاص وتضليل الرأي العام".

ودعت القنصلية في بيانها الذي نشرته الوكالة الوطنية العراقية للانباء واطلعت عليه "إيلاف" إلى التأكد من صحة المصدر ومدى مصداقيته والمصلحة التي يجنيها من تأليف هكذا روايات مفبركة. وأكدت "ان الولايات المتحدة الاميركية تقف جنبا إلى جنب مع العراق في ايجاد حل للمسائل الحالية، والتي تشكل عبئا على الشعب العراقي".

وكان إمام وخطيب جامع طهران حجة الاسلام كاظم صديقي قد اتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء حرق القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة، وقال في خطبة الجمعة الماضي إن "أحداث البصرة فتنة شيطانية لإحداث شرخ في صفوف المسلمين.. ناجمة عن عدم تحمل عالم الاستكبار لمسيرة الأوضاع". وأضاف أن السفارة الأميركية في العراق كانت "نشطة" في الحادث.

والأربعاء الماضي، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة بتأجيج العنف في العراق.&

كما اتهم النائب عن كتلة صادقون الجناح السياسي لمليشيا عصائب اهل الحق العراقية المدعومة ايرانيا حسن سالم واشنطن بالوقوف وراء التطورات الاخيرة في البصرة.&

وقال إنه "بعد فشل اميركا من بقائها في العراق وخروجها ذليلة منكسرة تحت ضربات فصائل المقاومة الاسلامية إبان الاحتلال الاميركي المشؤوم وخوفا على مشروعها التامري بتشكيل حكومة عراقية تابعة لها، فقد لوحت على لسان مبعوثها إلى العراق ماكغورك مهددة : اما ان تشكل الحكومة بحسب رغبتها او حرق البصرة لتحرق العراق".&

وجرى حرق القنصلية الإيرانية مؤخرا ضمن حوادث مشابهة لمقرات حزبية في البصرة وسط احتجاجات غاضبة عمت المدينة ومحافظتها، حيث طالب المتظاهرون فيها بتوفير الخدمات وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب والكهرباء وتصدت القوات الأمنية للمحتجين، ما أدى إلى مقتل عدد من المتظاهرين وإصابة آخرين.


&