إيلاف من نيويورك: كان من المنتظر ان يجلس بريت كافانوه على كرسيه&في المحكمة العليا الأسبوع المقبل على ابعد تقدير، قبل ان تخرج إتهامات سيدة اميركية مقيمة في كاليفورنيا إلى العلن، وتقلب الأمور رأسا على عقب.

كافانوه القاضي المحافظ، اصبح يواجه مصيرا مجهولا قد لا تقتصر تداعياته السلبية على إمكانية السقوط في امتحان تثبيت الترشيح دون بلوغ اعتاب المحكمة العليا، فمسيرته المهنية باتت مهددة أيضا وبحال نجحت كريستين بلاسي فورد في اثبات صحة ادعاءاتها، فإن مرشح الرئيس الأميركي سيلتحق بالقاضي السابق روي مور الذي انتهى مشواره السياسي مع اتهامه بمحاولة إقامة علاقات جنسية مع قاصرات في ثمانينات القرن الماضي.

بوليتيكو نشرت التسلسل الزمني لإدعاءات فورد التي تعود الى ما قبل 36 عاما ابان دراستها الثانوية، واتهامها للقاضي المحافظ بمحاولة الاعتداء عليها جنسيا خلال وجودهما في حفلة تخرج اقامتها المدرسة آنذاك.

البداية في أواخر يوليو

فورد أستاذة علم النفس الجامعية، بادرت يوم الثلاثين من يوليو&الماضي الى ارسال رسالة سرية الى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، ديان فاينستاين، التي تعد ابرز سناتور ديمقراطي في اللجنة القضائية، تحدثت فيها عن محاولة كافانوه ملامستها والاعتداء عليها جنسيا في الثمانينات.

الإحباط تسلل اليها

فاينستاين اخبرت من جهتها المشرعة الديمقراطية آنا إيشو عن الرسالة مع حفاظها على السرية احتراما لطلب فورد. الأخيرة من جهتها تواصلت مع واشنطن بوست لكنها رفضت &الحديث بشكل علني الى الصحيفة، وفي شهر أغسطس بدأت تفقد الامل باعتبار أن قصتها لن تؤثر على تثبيت تعيين كافانوه بأي شيء.

ضربة فاينستاين

مع اقتراب موعد التصويت على تثبيت كافانوه، ضربت ديان فاينستاين ضربتها الأولى، واطلعت زملاءها الديمقراطيين في اللجنة القضائية على فحوى الرسالة بحسب نيويورك تايمز، وحثتهم على التوجه الى مكتب التحقيقات الفيدرالي أو اخراج الرسالة الى العلن، في اليوم نفسه أفاد موقع الانترسبت أن أعضاء اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أرادوا رؤية الوثيقة، لكن فاينستاين لم تسمح لهم بذلك.

الادعاء وصل الى الاف بي آي

سناتور كاليفورنيا قالت في الثالث عشر من الشهر الحالي انها أرسلت معلومات عن القاضي المرشح الى جهاز الأف بي آي، وأصدرت بيانا مقتضبا قالت فيه "إنها تلقت من شخص معلومات تتعلق بترشيح بريت كافانوه إلى المحكمة العليا، وبعثت بالرسالة إلى وزارة العدل".

انتفاضة زعيم الاكثرية

انتفض زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل على مبادرة فاينستاين، والقى باللوم عليها لابقائها الرسالة سرية حتى اللحظة الأخيرة، بينما اعتبر البيت الأبيض ان ما جرى يعد خطوة سياسية منسقة لتأخير تأكيد تعيين كافانوه، وحصل المستشار القانوني دون ماكغان على نسخة من رسالة فورد بعد وقت قصير من اصدار سناتور كاليفورنيا لبيانها.

رسالة دعم

القاضي كافانوه المعني الأول بالموضوع علّق على الادعاءات للمرة الأولى نافيا صحتها جملة وتفصيلا، وبالتزامن أصدر رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ &السناتور الجمهوري تشاك غراسلي رسالة موقعة من 65 امرأة اكدن معرفتهن بكافانوه في المدرسة الثانوية، وأنه "كان يعامل النساء دائما بآدب واحترام."
&
رواية الرواية

التحول المفصلي حدث في السادس عشر من سبتمبر&عندما خرجت المُدعية فورد الى العلن لتكشف هويتها، لتعلن محاميتها ديبرا كاتز بعد يوم واحد جاهزية موكلتها للادلاء بشهادتها وتلاوة قصتها بشكل عادل، وعاد كافانوه لينفي مجددا ادعاءات أستاذة علم النفس الجامعية، وقال " اريد التحدث الى اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بأي طريقة تراها اللجنة مناسبة لدحض هذا الادعاء الزائف منذ 36 عاما والدفاع عن نزاهتي."

نجاح موقت للديمقراطيين

وفي الوقت الذي انقسم فيه الجمهوريون بين رافض للادعاءات وآخر مطالب بسماع شهادة الطرفين، نجح الديمقراطيون في دفع خصومهم الى تأجيل جلسة تأكيد تعيين كافانوه الى ما بعد الاستماع الى فورد التي طالبت الاف بي آي منذ ثلاثة ايام باجراء تحقيق بالواقعة قبل مثولها امام اللجنة القضائية، مما اثار تساؤلات حول إمكانية ظهورها يوم الاثنين القادم في واشنطن.

ترمب يدخل على الخط

الشروط التي وضعتها فورد دفعت بترمب الى القول، " "أنا حقا& اريد رؤيتها، وما ستقوله"، معقبا، "ان لم تظهر (امام اللجنة القضائية) سيكون ذلك مؤسفا"، ومساء الخميس سأل الرئيس الأميركي، الإعلامي في &شبكة فوكس نيوز شون هانيتي اثناء حديث معه، "لماذا لم يتصل أحد بمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل 36 سنة؟" في إشارة منه الى اتهام فورد الذي يعود الى اكثر من ثلاثة عقود ونصف الى الوراء.

شروط أستاذة علم النفس

ومع اقتراب الموعد الذي حدده رئيس اللجنة القضائية لسماع كافانوه وفورد، أجرى محامو الأخيرة &مكالمة هاتفية مع الجمهوريين والديمقراطيين في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ مساء الخميس، دون ان يتوصلوا الى قرار بشأن إمكانية ادلاء فورد بشهادتها، وطالبوا باستدعاء مارك جادج الذي تدعي موكلتهم انه كان موجودا اثناء محاولة كافانوه الاعتداء عليها، واشترطوا ادلاء القاضي المحافظ بشهادته أولا امام اللجنة، وهذا امر يرفضه الجمهوريون، بالإضافة الى أمور امنية لتهدئة مخاوف فورد التي تعرضت الى سيل من التهديدات بالقتل في الأيام الماضية.

&