بحسب تقرير الأخبار الرقمية 2018، تراجع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية مصدرًا للأخبار فيما تصاعد استخدام تطبيقات المراسلة للأخبار، حيث يبحث المستهلكون عن تصادمية أقل في التواصل. وبقي &متوسط مستوى الثقة في الأخبار عند 44%.
&
بيروت: صدر حديثًا عن وكالة رويترز تقرير الأخبار الرقمية 2018، معتمدًا على بيانات تغطي 40 دولة تقريبًا في خمس قارات، ومذكرًا بأنّ الثورة الرقمية مليئة بالتناقضات والاستثناءات.

بحسب التقرير، بدأ استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للأخبار في الانخفاض في عدد من الأسواق الرئيسة، بعد سنوات من النمو المستمر، فتراجع معدل الاستخدام في المملكة المتحدة وفرنسا ووصل إلى ست نقاط مئوية في الولايات المتحدة. ويعزى ذلك تقريبًا إلى التراجع في اكتشاف الأخبار على فايسبوك ونشرها ومشاركتها.

في الوقت نفسه، لا نزال نرى تصاعدًا في استخدام تطبيقات المراسلة للأخبار، حيث يبحث المستهلكون عن المزيد من المساحات الخاصة (والأقل صادمية) للتواصل. من بين مستخدمي الانترنت الذين أجريت عليهم الدراسة، حوالى النصف في ماليزيا (54 في المئة) والبرازيل (48 في المئة) وحوالى الثلث في إسبانيا (36 في المئة) وتركيا (30 في المئة) يستخدمون تطبيق واتسآب لتلقي الأخبار.

قلق من الأخبار المزيفة

في جميع البلدان، يظل متوسط مستوى الثقة في الأخبار عمومًا مستقرًا نسبيًا عند 44 في المئة، حيث يوافق أكثر من النصف قليلًا (51 في المئة) على أنهم يثقون في وسائل الإعلام التي يستخدمونها في معظم الأوقات.

في المقابل، قال 34 في المئة من المشاركين في الدراسة إنّهم يثقون في الأخبار التي يجدونها عبر البحث بينما يشير 23 في المئة إلى أنّهم يثقون في الأخبار التي يجدونها في وسائل الإعلام الاجتماعية.

يوافق أكثر من النصف (54 في المئة) ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ إزاء ﻣﺎ هو ﺣﻘﻴﻘﻲ وما هو ﻣﺰور ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. وتُسجَّل النسب الأعلى في البرازيل (85 في المئة) وإسبانيا (69 في المئة) والولايات المتحدة (64 في المئة) حيث يتمّ إيجاد المواقف السياسية المستقطبة ممزوجة بالاستخدام المرتفع لوسائط التواصل الاجتماعي. أما أدنى المستويات فيتمّ تسجيلها في ألمانيا (37 في المئة) وهولندا (30 في المئة) حيث كانت الانتخابات الأخيرة خالية من المشكلات التي تسبّبها الخاوف بشأن المحتوى المزيف.

يعتقد معظم المشاركين في الدراسة أن الناشرين (75 في المئة) والمنصات (71 في المئة) يتحملون&أكبر مسؤولية لإصلاح مشكلات الأخبار المزيفة وغير الموثوقة. يرجع ذلك إلى أن معظم الأخبار التي يشتكون بشأنها تتعلق بأخبار متحيزة أو غير دقيقة من وسائل الإعلام السائدة، وليست أخبار تم اختراعها بالكامل بدون أساس أو توزيعها من قبل قوى أجنبية.

هناك نزعة عامة إلى تدخل الحكومة لوقف "الأخبار المزورة"، خصوصًا في أوروبا (60 في المئة) وآسيا (63 في المئة). على النقيض من ذلك، اعتقد أربعة فقط من بين كل عشرة أميركيين (41 في المئة) أن على الحكومة أن تفعل المزيد.

ثقافة الإعلام والإلمام بالأخبار

قامت الدراسة أول مرة بقياس الإلمام بالأخبار. يميل الذين لديهم مستويات أعلى من الإلمام بالأخبار إلى اعتبار الصحف المعروفة أفضل من التلفزيون، ويستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية للأخبار بشكل مختلف تمامًا عن باقي الناس. كما أنهم أكثر حذرًا بشأن تدخلات الحكومات للتعامل مع المعلومات المضللة.

مع محاولة تطبيق فايسبوك دمج في خوارزمياته درجات الثقة بالصحف وفقًا لإحصاءات واستطلاعات رأي تمّ إجراؤها، يكشف هذا التقرير عن الصحف الأكثر والأقل موثوقية في 37 بلدًا بناءً على منهجيات مماثلة. وجدت الدراسة أن الناس يثقون أكثر بالصحف ذات الخلفية الإذاعية والتراث الطويل، بينما تقلّ درجة ثقتهم بالصحف الشهيرة والرقمية.

تستمرّ تطبيقات الأخبار والنشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني وإشعارات الجوال في اكتساب أهمية. لكن في بعض الدول، بدأ المستخدمون يتذمّرون من تلقّيهم عددًا كبيراً من الرسائل. يبدو أن هذا يرجع جزئيًا إلى زيادة التنبيهات من مواقع تجميع الأخبار مثل Apple News وUpday.

مال مقابل الخبر

ارﺗﻔﻊ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪد اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻓﻌﻮن للحصول على اﻷﺧﺒﺎر ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان، ﻣﻊ زﻳﺎدة كبيرة في اﻟﻨﺮوﻳﺞ (+4 ﻧﻘﺎط ﻣﺌﻮﻳﺔ) واﻟﺴﻮﻳﺪ (+6) وﻓﻨﻠﻨﺪا (+4).

في هذه الدول عدد قليل من الناشرين، معظمهم يتابع بلا هوادة مجموعة متنوعة من استراتيجيات الدفع. لكن في الأسواق الأكثر تعقيدًا وتجزئة، لا يزال هناك العديد من الناشرين الذين يقدمون الأخبار عبر الإنترنت مجانًا.

استمرّت الزيادة الكبيرة في الاشتراك في العام الماضي في الولايات المتحدة (ما يسمى Trump Bump)، في حين تظهر التبرعات والعضوية القائمة على التبرعات كاستراتيجية بديلة في إسبانيا والمملكة المتحدة وكذلك في الولايات المتحدة. والجدير بالذكر أن هذه المدفوعات تأتي من الشباب بشكل غير متناسب وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعتقدات السياسية.

أدّت المخاوف بشأن الخصوصية إلى إعادة إشعال النمو في برنامج حظر الإعلانات. الآن، يميل أكثر من الربع إلى منع الإعلانات على أي جهاز (27 في المئة)، لكن تتراوح هذه النسبة بين 42 في المئة في اليونان و13 في المئة في كوريا الجنوبية.
&
فيديو إخباري ومدوّنات صوتية

لا يزال التلفزيون مصدرًا مهمًا للأخبار بالنسبة إلى كثيرين، غير أن التراجع السنوي في عدد المشاهدين ما زال يؤدّي إلى طرح أسئلة جديدة حول الدور المستقبلي للإذاعات العامة وقدرتها على جذب الجيل القادم من المشاهدين.

يبقى المستهلكون مترددين في مشاهدة الفيديو الإخباري في مواقع الويب والتطبيقات الخاصة بالناشرين. فيحث أكثر من نصف الاستهلاك في بيئات الجهات الخارجية مثل فايسبوك ويوتيوب. في الواقع، يودّ الأميركيون والأوروبيون مشاهدة عدد أقل من مقاطع الفيديو الإخبارية على الإنترنت. بينما يرغب الآسيويون في مشاهدة عدد أكبر.

أما المدونات الصوتية فأصبحت شعبية في جميع أنحاء العالم، بسبب المحتوى الأفضل والتوزيع الأسهل. تبلغ شعبيتها الضعف تقريبًا في الولايات المتحدة (33 في المئة) مقارنة بالمملكة المتحدة (18 في المئة). الشباب يميلون إلى استخدام المدونات الصوتية أكثر من الراديو.

في ما يخصّ المساعدين الرقميين العاملين على الصوت مثل Amazon Echo وGoogle Home، فهم يواصلون النمو بسرعة، ما يتيح فرصًا جديدة للأخبار الصوتية. زاد الاستعمال في الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة بأكثر من الضعف، مع استخدام نصف الأشخاص الذين يملكون هذه الأجهزة للأخبار والمعلومات.