إيلاف من أمستردام: بعد قطيعة دامت سنوات نجحت قيادات في حزب الدعوة الاسلامية بلم شمل المكتب السياسي ومجلس شورى الحزب تحت سقف واحد في اجتماع ضم كبار قادة الحزب المهدد بالتفتت بينهم الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي ورئيس المكتب السياسي حيدر العبادي.

وقال بيان للحزب، اطلعت عليه" إيلاف"، إن "قيادة ومجلس شورى حزب الدعوة الاسلامية عقدت اجتماعا مشتركا صباح يوم السبت الموافق 12 محرم الحرام 1440 (22-09-2018) ناقشت فيه الظروف والملابسات التي تكتنف العراق والعملية السياسية ودور الحزب في هذه التطورات".

وأضاف البيان أن الاجتماع شدّد على أهمية تجاوز اختلاف الرأي داخل صفوف الحزب، من اجل السعي الى فتح آفاق التعاون مع الكتل السياسية الأخرى للإسراع بتشكيل حكومة تنسجم مع توصيات المرجعية الدينية وتحقق تطلعات العراقيين"، مبيناً أن الاجتماع جاء "انطلاقا من أهمية الظروف السياسية التي يمر بها العراق, وضرورة الحفاظ على الاستحقاقات الدستورية الراهنة بما في ذلك تكليف الكتلة النيابية الأكبر لترشيح رئيس مجلس الوزراء وفق الدستور لتشكيل حكومة تستجيب لمتطلبات المواطنين الخدمية والأمنية، وتحارب الفساد وتنهض باقتصاد العراق، إضافة الى الحفاظ على وحدته وأمنه وسيادته واستقراره بعيدا عن التوترات الأمنية والسياسية التي تواجهها المنطقة".

وأكد على أن "الحاضرين أجمعوا على أهمية تجاوز اختلاف الرأي داخل صفوف الحزب بما يعزز وحدة موقفه السياسي، وأكد المجتمعون على أهمية تفعيل الدور الوطني للحزب وتوحيد رؤية وبرنامج وجهد الكتلتين النيابيتين (ائتلاف النصر) و(ائتلاف دولة القانون) وضرورة السعي لتوحيد القائمتين كخطوة على طريق تجميع الكتل النيابية ذات الاهداف والبرامج المشتركة"، مضيفاً أن "المجتمعين وقفوا عند العقبات التي حالت دون تحقيق تلك الأهداف على مستوى الكتلتين النيابيتين أو على المستوى الوطني وتدارسوا سبل تذليل تلك العقبات ووضعوا الآليات المناسبة لذلك".

وختم البيان أن "الحاضرين أجمعوا على أهمية فتح آفاق التعاون مع الكتل السياسية الأخرى من أجل الإسراع في إنجاز التشكيلة الحكومية التي تنسجم مع توصيات المرجعية العليا ووفق التوقيتات الدستورية والتي تستجيب لتطلعات الشعب في محاربة الفساد وبسط سلطة القانون وتوفير فرص العمل والخدمات لعموم الشعب العراقي سيما الطبقات المحرومة"، مشيراً إلى أن "الحاضرين قرروا عقد المؤتمر العام لحزب الدعوة الاسلامية في اسرع وقت ممكن".

ونشرت مواقع اخبارية عراقية بعيد الاجتماع عن اتفاق المجتمعين على ترشيح رئيس المكتب السياسي للحزب حيدر العبادي لرئاسة الحكومة المقبلة، لكنّ مصدرا من قيادة الحزب نفى الخبر. ونفى مصدر آخر ترشيح الحزب كلّا من القيادي في الحزب طارق النجم وورئيس كتلة عطاء فالح الفياض.

وبين القيادي في الحزب حسن السنيد أن "اجتماع حزب الدعوة لهذا اليوم لم يتطرق الى قضية اختيار شخص رئيس الوزراء المقبل، كما لم يتضمن دعم ترشيح أي شخصية لهذا المنصب".

وأبلغ&"إيلاف" قيادي في الحزب، طلب عدم نشر اسمه، خلال اتصال هاتفي بعد الاجتماع أن أي تقارب سياسي بين تحالفي النصر الذي يقوده العبادي ودولة القانون الذي يقوده نوري المالكي لم&يحصل داخل الاجتماع الذي كانت غايته لم شمل الحزب فقط، مضيفاً أن ما ذكر عن سعي لتقارب التحالفين لم يحصل سوى في أماني بعض قادته، حسب تعبيره.

يذكر أن بيانا موقعاً من ثلاثة أعضاء في مجلس شورى الحزب الذي توالى على رئاسة حكومات العراق ثلاثة أعضاء&منذ عام 2004 حتى الآن أثار تكهنات بقرب تفتت الحزب الذي تأسس عام 1957 بطروحات اسلامية في العراق وتعرض أعضاؤه لملاحقات دامية خاصة إبان فترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين الذي أعدم الالاف من أعضاء ومناصري الحزب الذي يعاني اليوم، بعد تجربته السلطة أكثر من عشر سنوات، لأكبر انتقادات من العراقيين الذين يتهمون قادته بالفساد المالي والاداري.