باريس: دانت منظمة مراسلون بلا حدود الثلاثاء مصادرة أجهزة ومعدات صحيفة مصرية معارضة مقربة من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، في وقت تشدد السلطات الخناق أكثر على حرية الصحافة والرأي والتعبير في البلاد.

واقتحمت قوات الأمن مكاتب صحيفة "المصريون" صباح الاثنين وصادرت أجهزتها ومعداتها، على ما قال رئيس تحريرها جمال سلطان.

ويأتي هذا الإجراء بعد أيام من صدور قرار لجنة تابعة لوزارة العدل أفادت بأن الصحيفة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة التي تصنفها السلطات المصرية "تنظيما ارهابيا".

وقالت مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود صوفي أنموث في بيان للمنظمة الثلاثاء إن "مصادرة جريدة المصريون إجراء تعسفي يجب إلغاؤه".

وأضافت أن "السلطات المصرية تُثبت مرة أخرى عدم قابليتها للنقد، مهما كان معتدلاً"، موضحة في الوقت ذاته أن "أي شخص وأي منبر إعلامي لا يُعجِب الحكومة بات يُتَّهم تلقائياً بدعم الإخوان المسلمين، وهذا سبب كافٍ لاستهدافه".&

وأوضحت المنظمة الحقوقية أن صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية عينت لإدارة جريدة "المصريون"، وهو ما قالت إنه "سيترتب عنه تغيير في السياسة التحريرية" للصحيفة المعارضة.&

وكانت صحيفة المصريون ضمن اكثر من 500 موقع الكتروني حجبتهم السلطات المصرية، بحسب إحصاء لمؤسسة حرية&الفكر والتعبير ومقرها القاهرة.

وخلال الشهور الماضية، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قانونين مثيرين للجدل يشددان رقابة السلطات المصرية على الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وبموجب القانون، الذي اقره غالبية نواب البرلمان في تموز/يوليو الماضي، يحق للمجلس الاعلى لتنظيم الاعلام والمشكل بقرار رئاسي عام 2017 متابعة "كل موقع الكتروني شخصي او مدونة الكترونية شخصية او حساب الكتروني شخصي يبلغ عدد متابعيه خمسة آلاف او أكثر".&

واوقف أخيرا العديد من مستخدمي الانترنت والمدونين المعروفين بانتقادهم للحكومة. وتتهمهم السلطات بالانتماء الى "مجموعات محظورة" أو نشر "معلومات كاذبة".

ويقبع أكثر من ثلاثين صحافيا في السجون كما تم حجب أكثر من 500 موقع إلكتروني في مصر، وفقا لاحصائيات سبق أن نشرتها منظمة مراسلون بلا حدود.

وبحسب التصنيف الدولي لحرية الصحافة للعام 2018 فان مصر تحتل المرتبة ال161 في قائمة تضم 180 دولة، وفقا للمنظمة.

وتؤكد السلطات من جهتها أنها تسعى الى مكافحة "الارهاب" وكل ما يلحق "ضررا بمصالح البلاد".