عبّرت واشنطن عن تقديرها لرد الفعل "القوي" الذي أقدمت عليه باريس بفرضها عقوبات على مصالح إيرانية، مع اتهامات للاستخبارات الإيرانية بأنها وراء هجوم لم ينفذ ضد المعارضة قرب باريس.

إيلاف: أعلن مسؤول دبلوماسي فرنسي أن المخابرات الفرنسية خلصت إلى أن وزارة الاستخبارات الإيرانية أمرت بشن هجوم لم ينفذ، على مؤتمر للمعارضة الإيرانية في مدينة "فيلبانت"، قرب باريس في يونيو الماضي.

كان مخطط التفجير يستهدف اجتماعًا يعقده "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" على مشارف العاصمة الفرنسية، وحضره رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزراء أوروبيون وعرب عدة سابقون.

أضاف المسؤول الفرنسي: "وراء هذا، كان هناك تحقيق طويل ودقيق ومفصّل أجرته أجهزتنا، ومكننا من التوصل إلى هذه النتيجة، وهي أن المسؤولية تقع من دون شك على عاتق وزارة الاستخبارات" الإيرانية.

وكان بيان مشترك لوزارات الخارجية والداخلية والاقتصاد الفرنسية قال يوم الثلاثاء: "أحبطنا محاولة هجوم في فيلبانت يوم 30 يونيو. حادث بمثل هذه الخطورة على ترابنا الوطني لا يمكن أن يمر من دون عقاب".

تجميد أصول
واتخذت فرنسا، وفق البيان، إجراءات ردًا على المخطط المزعوم، تمثلت في تجميد أصول مملوكة للمخابرات الإيرانية، وأخرى لمواطنين إيرانيين اثنين. وقال البيان الفرنسي إن تجميد الأصول استهدف المواطنين أسد الله أسدي وسعيد هاشمي مغدم. كما استهدف أيضًا وحدة تابعة للمخابرات الإيرانية.

لم تذكر الحكومة الفرنسية تفاصيل بشأن الأصول المعنية، ووصفت الإجراءات بأنها "محددة ومتناسبة"، مضيفة أنها تحركت ضد "المحرّضين والمخططين والمنفذين" للهجوم الذي تم إحباطه. وحذرت فرنسا السلطات الإيرانية من أنها ينبغي أن تتوقع "ردًا قويًا" على إحباط محاولة الهجوم المزعوم، الأمر الذي فاقم توتر العلاقات الدبلوماسية.

يأتي القرار الفرنسي بعدما اعتقلت ألمانيا دبلوماسيًا إيرانيًا معتمدًا في النمسا، بينما ألقي القبض على شخصين آخرين بحوزتهما متفجرات في بلجيكا، فيما قضت محكمة في جنوب ألمانيا أمس الاثنين بإمكانية ترحيل الدبلوماسي إلى بلجيكا.

سوء فهم&
وفي رد فعلها على القرار الفرنسي، دعت طهران باريس إلى محادثات تبدد ما وصفته بـ"سوء التفاهم" والـ"خطأ" الحاصل بعد اتهام فرنسا إيران، بالتخطيط لعملية إرهابية استهدفت معارضين إيرانيين في ضواحي باريس أخيرًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في حديث لوكالة فرانس برس: "إذا كان هناك سوء تفاهم حول أمر غير موجود، سواء كان ذلك مؤامرة مدبرة من آخرين أو خطأ، فيمكننا الجلوس والتحدث عن ذلك"، مضيفًا أن "الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي الدبلوماسية، ولا نعرف طرقًا أخرى".

وقال قاسمي في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية: "نطالب السلطات الفرنسية بالحذر مرة أخرى من أيادي المخرّبين، الذين يهدفون إلى تخريب العلاقات الدولية طويلة الأمد بين الجمهورية الإيرانية وفرنسا". أضاف قاسمي: "مرة أخرى إيران ترفض أية ادّعاءات ضد الجمهورية الإسلامية بقوة، وبالنسبة إلى اعتقال الدبلوماسي الإيراني، نطالب بإطلاق سراحه فورًا".

إشادة أميركية&
إلى ذلك، أشادت واشنطن، الثلاثاء، برد الفعل "القوي" الذي أقدمت عليه باريس بفرضها عقوبات على مصالح إيرانية في فرنسا، واتهامها علانية وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط لشن هجوم على تجمع لمعارضين إيرانيين، قرب باريس في يونيو الماضي.

وقال مجلس الأمن القومي الأميركي في تغريدة على تويتر إن "فرنسا تتخذ قرارات قوية ردًا على الهجوم الإرهابي الإيراني الفاشل في باريس". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المجلس الأميركي "يجب على طهران أن تعرف أنّ هذا السلوك الفاضح لن يتم التساهل معه".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، للصحافيين، إنّ المخطّط الذي كشفت باريس تفاصيله يثبت أن إيران هي "الراعي الأول للإرهاب في العالم".

وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت الثلاثاء أنها أحبطت اعتداء خطّطت لتنفيذه وزارة الاستخبارات الايرانية ضد تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس في يونيو الماضي. أرفقت باريس اتهامها بفرض عقوبات على مصالح إيرانية في فرنسا، لكن طهران سارعت إلى نفي هذا الاتهام.
&