لندن: فيما يبدو أنه بداية لتنفيذ الإتفاق الروسي التركي حول منطقة منزوعة السلاح في شمال سوريا تحدثت مصادر متطابقة عن بدء الفصائل بسحب السلاح الثقيل المتواجد معها، وأن الجبهة الوطنية للتحرير المؤلفة من عدة فصائل معارضة مقربة من تركيا قامت بسحب الأسلحة الثقيلة إلى نحو 20 كيلومتراً عن خطوط التماس مع قوات النظام السوري و"الميليشيات" الإيرانية.

وأكد مصدر في المعارضة السورية المقربة من تركيا لـ"إيلاف" أن معظم الفصائل ستسحب السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق وأن موضوع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) سيُحل تدريجيًا في حين لم يبدِ جيش العزة المتمركز أساساً في ريف حماة الشمالي الشرقي أي موقف جديد، علماً أنه أعلن في وقت سابق رفضه الاتفاق، عازيا السبب لعدم ثقته بروسيا.

وقال القيادي في الجيش السوري الحر فاتح حسون لـ"إيلاف" عند الحديث "عن اتفاق قمة سوتشي الأخيرة بين الرئيسين التركي والروسي والاتفاق الذي نتح عنها هل نجح أم لا، فالحقيقة أن مجرد توقيع الاتفاق هو نجاح لتركيا وللثورة السورية في حقن دماء عشرات الآلاف من الأبرياء".

وشدد على ما قال عنه إنه استمرار هذا النجاح "بتعزيز تواجد القوات التركية في سوريا، والبدء الفعلي بتطبيق بنود الاتفاق برضا الفصائل المعتدلة والحاضنة الشعبية للثورة ومؤسساتها، وكذلك غالبية الفصائل المصنفة باستثناء بعض المجموعات الصغيرة التي لن تشكل عائق للمضي بتنفيذ الاتفاق".

سلبيات

ولكن حسون رأى أن هذا "لا يعني عدم حدوث سلبيات تتعلق بذلك، فانسحاب الفصائل المصنفة من المنطقة منزوعة السلاح سيكون باتجاه الداخل إلى أماكن نفوذ وانتشار لفصائل أخرى، مما قد ينتج عنه اشتباك بين الفصائل".

وأكد أن "هذا ما حدث من يومين بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي، حيث تحاول الهيئة إعادة نشر قواتها بقرى ومناطق ليست موجودة بها سابقا.".

ولكنه أشار في ذات الوقت أنه "لا يمكن أن يطبق الاتفاق دفعة واحدة بين ليلة وضحاها بلا منغصات، فهناك خطة زمنية لذلك، وهناك قناعة لدى الفصائل المعتدلة لضرورة الالتزام بها وعدم إحراج الضامن التركي، وفتح الباب أمام الروس ومن خلفهم النظام والميليشيات الإيرانية لذرائع تؤدي لعدم التزامها بتنفيذ الاتفاق".

توتر جديد

وحول الحديث عن توتر في شمال&سوريا بعدما انتزع تنظيم "هيئة تحرير الشام"، بلدة في ريف حلب الغربي، من أكبر تجمّع عسكري للمعارضة قبيل أيام من بدء تنفيذ الاتفاق التركي الروسي بشأن إدلب، وهل سيؤثر هذا على الاتفاق فعليا وعلى الأرض وعلى المنطقة منزوعة السلاح في شمال غرب سوريا قال حسون "قد تحدث توترات تعرقل الاتفاق لكنها لن تمنع تطبيقه".

واعتبر "أن هذا طبيعي وفق تعدد أيديولوجيا الفصائل في المنطقة".