قدم البروفيسور ستيفن هوكينغ ورقة بحثية قبل أسبوعين من وفاته تقترح كيف يمكن للعلماء اكتشاف كون آخر وتتنبّأ بنهاية العالم.

وأشار الأستاذ المشارك في تأليف هذا العمل، توماس هيرتوغ، إلى أنّ عالم الفيزياء المعروف عالمياً الذي توفي عن عمر يناهز 76 عاماً يوم الأربعاء، كان ليفوز بجائزة نوبل عن عمله الأخير الذي أكمله من فراش الموت. ووفقاً لصحيفة صنداي تايمز، فإنّ النظرية تتناول قضية أزعجت هوكينغ لمدة 35 عاماً.

في نظرية "اللا حدود الكونية"، التي صممها هوكينغ مع معاونه جيمس هارتل، وصف الثنائي كيف تكوّنت الأرض خلال الانفجار الكبير. لكنّ النظرية تنبّأت أيضاً بوجود أكوان متعددة بمعنى أنّ هذه الظاهرة كانت مصحوبة بعدد من "الانفجارات الكبيرة" الأخرى التي خلقت أكواناً منفصلة.

وفي بحثه الأخير، استكشف هوكينغ، جنباً إلى جنب مع هيرتوغ، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة لوفان الكاثوليكية KU Leuven في بلجيكا، كيف يمكن العثور على هذه الأكوان باستخدام مسبار على مركبة فضائية. وتنبّأ البحث أيضًا كيف سيتلاشى كوننا في النهاية في الظلام، مع نفاد طاقة النجوم.

وبحسب ما قاله هيرتوغ ، المشارك في تأليف البحث تحت عنوان "خروج سلس من التضخم الأبدي"، لصحيفة "صنداي تايمز": "غالباً ما تمّ ترشيح هوكينغ لنيل جائزة نوبل، وكان ينبغي أن يفوز بها. ولكن الآن، لن يتمكّن من ربحها مطلقاً".

ونالت النظرية بين أقرانهما ردود فعل مختلطة، وتساءل البعض منهم لماذا وجد هوكينغ هذه الأفكار مثيرة للاهتمام. بينما اعتبر آخرون أنّ هذه الأفكار المبدعة هي "ما يحتاج الكون إليه". فكارلوس فرنك مثلاً، أستاذ علم الكونيات في جامعة دورهام، وافق على أنه كان من المستحيل في السابق قياس أكوان أخرى. 

تأبين الفيزيائي العظيم

ستيفن هوكينغ، العالِم المشهور عالمياً، الذي عرف أنّه مصاب بمرض عصبي حركي حين كان يبلغ من العمر 22 عامًا، وتوقّع الأطباء آنذاك أنّه لن يعيش إلا بضع سنوات إضافية، توفي بسلام في منزله في كامبريدج في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
وصرّح أولاده، لوسي وروبرت وتيم في بيان لهم: "إننا نشعر بحزن عميق لأنّ والدنا الحبيب توفي اليوم. لقد كان عالِماً عظيماً ورجلًا استثنائياً سيعيش عمله وتراثه لسنوات متعددة".

وحرّك موته العلماء والسياسيين والمشاهير على حد سواء. وكان عالم الفيزياء الفلكية نيل ديغراس تايسون من أوائل الذين أشادوا بذكر هوكينغ. فنشر صورة على تويتر لهما معاً وكتب: "لقد ترك رحيله فراغًا ذهنيًا في أعقابه. لكنه ليس فارغًا. فكروا فيه كنوع من الطاقة الفراغية المتغلغلة في نسيج الزمكان الذي يتحدى القياس، أرقد بسلام 1942-2018." 

أما وزير الدفاع توبياس إلوود فقال إن هوكينغ "مصدر إلهام لنا جميعاً، مهما كانت محطتنا في الحياة، للوصول إلى النجوم".

أعدّت إيلاف هذا التقرير نقلاً عن موقع "ستاندرد". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:
https://www.standard.co.uk/news/world/stephen-hawking-predicted-the-end-of-the-universe-in-final-research-paper-two-just-weeks-before-his-a3792776.html