أسامة مهدي: رد العبادي على تحذيرات اطلقها اليوم المرجع الاعلى الشيعي العراقي السيستاني بإمكانية تصعيد احتجاجات المواطنين الحالية في البلاد اذا لم تتم الاستجابة لمطاليبهم وشدد على المسؤولين بضرورة الاسراع تنفيذها قبل ان يندموا على حصول الاسوأ.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انه في اللحظات الاولى لاعلان المواطنين لمطالبهم في عدد من المحافظات فقد "اعلنا استجابتنا الفورية لجميع المطالب المشروعة واعتبرنا الاستجابة لمطالب المواطنين قوةً وليس ضعفا لأنهم ابناء شعبنا وهدفنا خدمتهم" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الجمعة تابعته "إيلاف".

واشار الى انه التقى بوفود عديدة من ابناء المحافظات واصدر العديد من الاوامر الفورية لتنفيذ المطالب الممكنة وفق الصلاحيات المحددة له والامكانات المالية المتوفرة وحسب الاولويات والتوقيتات الزمنية الممكنة وشكل لهذا الغرض لجنة الخدمات والاعمار في المحافظات حيث باشرت عملها على الفور.

وتعهد العبادي قائلا "ان كل مادعت اليه المرجعية الدينية العليا كان وسيبقى نصب اعيننا منذ فتوى الجهاد الكفائي الخالدة والى ماتضمنته خطبة الجمعة اليوم والتي رسمت خارطة طريق لمستقبل العراق وشعبه".

وشدد بالقول "نؤكد موقفنا المؤيد لماورد من ملاحظات وتوجيهات ودعوات وحلول تضمنتها خطبة المرجعية الدينية العليا التي كانت وستبقى صمام الامان لعراق قوي مزدهر ومستقر يتحقق فيه الامن والامان والعدالة والازدهار لجميع ابنائه ولامكان فيه للفاسدين وسراق المال العام".

وفي وقت سابق اليوم وجه السيستاني تحذيرا للحكومة بتصعيد الاحتجاجات في حال عدم تنفيذ مطالب المواطنين ودعا الى التعجيل بتشكيل الحكومة برئيس قوي قادر على محاربة الفساد مقدما مقترحات الى مجلسي الوزراء والنواب المقبلين.

وحذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع السيستاني خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها "إيلاف" من انه في حال تنصل الحكومة عن القيام بما تعهدت به من اصلاحات فأنه لن يبقى أمام الشعب الا تطوير اساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض ارادته على المسؤولين مدعوما بذلك من كل القوى الخيرة في البلد.

وقال انه عند ذلك "سيكون للمشهد وجه اخر مختلف عما هو اليوم عليه ولكن نتمنى ان لاتدعو الحاجة لذلك وأن يقوم من هم في مواقع المسؤولية بتدارك الامر قبل فوات الاوان " في اشارة الى امكانية تصعيد الاحتجاجات ربما الى عصيان مدني او انتفاضة شعبية كما ينذر ناشطو الاحتجاجات ايضا.

وقال معنمد المرجعية الشيعية العليا في الختام "نتمنى ان لا تدعو الحاجة الى ذلك ويغلب العقل والمنطق ومصلحة البلد عن من هم في مواقع المسؤولية وبيدهم القرار ليتداركوا الأمر قبل فوات الآوان".

يأتي ذلك في وقت تنطلق مساء اليوم احتجاجات جديدة في مناطق وسط وجنوب البلاد للمطالبة بالخدمات، وتوفير المياه الصالحة للشرب والتيار الكهربائي وفرص العمل، وإنهاء الفقر والفساد الذي يضرب مؤسسات الدولة في وقت اسفرت امواجهات القوات الامنية للتظاهرات لحد الان عن 18 قتيلاً وأكثر من 600 جريح وحالي 1200 معتقل اطلق معظمهم خلال الايام الثلاثة الماضية.