واشنطن: سؤالان ترددا خلال الساعات الماضية على نطاق واسع، أولهما عن التواصل الأميركي مع إيران، وكيف يحدث ومن هو الوسيط؟ أما ثاني التساؤلات فإنه يتعلق بموقف واشنطن من أي هجوم لتل أبيب على طهران.

فقد شكل الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق تحولاً في الصراع الإسرائيلي الإيراني وأحرج في الوقت عينه الولايات المتحدة التي تسعى إلى التخفيف من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط في ظل الحرب الدموية التي تقودها إسرائيل في غزة.

وإزاء قيام إيران بالرد، كان لا بد للولايات المتحدة أن تتحرك لردعها والدفاع عن إسرائيل في إطار التحالف الاستراتيجي والعسكري بين البلدين.

ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت عدم مشاركتها في الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، لكنها حذرت من عواقبها، وفقاً لتقرير "مونت كارلو"، وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من حكومته "الدفاع عن إسرائيل قدر المستطاع" ونشر كل الوسائل التي تتيح ذلك.

بقي المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن "على اتصال مستمر" مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.

وزار الجنرال إريك كوريلا، رئيس القيادة العسكرية المسؤولة عن الشرق الأوسط، المنطقة وقدم معلومات آنيّة مؤكدا التنسيق مع إسرائيل والشركاء الإقليميين الآخرين.

سويسرا هي "الوسيط"
قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة كانت على اتصال أيضا مع إيران عبر "سلسلة اتصالات مباشرة نقلت عبر سويسرا".

كما نُشرت قوات إضافية في المنطقة لتعزيز الردع الإقليمي وحماية القوات الأمريكية.

جاء الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل باستخدام مئات المسيّرات والصواريخ ليل السبت - الأحد في 13/ 14 نيسان(أبريل) 2024 في ذروة أسبوعين من التوتر بذلت خلالهما واشنطن جهودا كبيرة لمنع تدهور الوضع في المنطقة.

وتمكنت الولايات المتحدة، بدعم من مدمّرات أوروبية، من تدمير "أكثر من 80" مسيّرة و"ستة صواريخ بالستية على الأقل مخصصة لضرب إسرائيل انطلاقا من إيران واليمن"، وفق ما أعلنت القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سنتكوم).

وفي إطار الدعم اللوجستي والحربي الأمريكي لإسرائيل، دمرت سفينتان أميركيتان موجودتان في المنطقة، هما "يو إس إس أرلي بيرك" و"يو إس إس كارني"، ستة صواريخ، قبل أن تتدخل طائرات وتُدمّر بدورها أكثر من 70 مسيّرة إيرانية.

دمّرت القوات الأمريكية أيضا "صاروخا بالستيا على مركبة الإطلاق، كما دُمِّرت سبع مسيّرات على الأرض قبل إطلاقها في مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران"، وفق سنتكوم.

وواكب الرئيس الأميركي جو بايدن مساء السبت الأحداث مباشرة من "غرفة العمليات" في البيت الأبيض.

ولكن هل ستشارك أميركا في رد إسرائيل على طهران؟
منذ بداية النزاع الذي بدأ في غزة عقب الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، كان هدف الولايات المتحدة يتمثل في تجنب تمدّد الصراع في المنطقة. كما سعت واشنطن إلى الحد من التوترات.

وعندما سئل عن ردود إسرائيلية محتملة على الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، صرح مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمل عسكري محتمل من جانب إسرائيل، ولا ترى نفسها منخرطة فيه.

وأضاف أن إسرائيل "كانت واضحة معنا لناحية أنها لا تريد التصعيد مع إيران". وتابع "السؤال الكبير ليس فقط ما إذا كانت إسرائيل تنوي التحرك، بل أيضا ما الذي ستختار القيام به".