صوّت مجلس النواب الأميركي لصالح تقديم مساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا بمليارات الدولارات، بعد أشهر من التأخير.

وقد واجه هذا الإجراء معارضة شديدة في الكونغرس، وتطلّب الأمر اتفاقاً هشاً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتمريره أخيراً في مجلس النواب.

وعمت الهتافات والتصفيق مجلس النواب أثناء إقرار الحزمة الجديدة، ولوّح بعض النواب بالأعلام الأوكرانية.

وقد جرى تمرير الحزمة التي تبلغ قيمتها 61 مليار دولار (أي ما يعادل 49 مليار جنيه استرليني) بأغلبية 311 صوتاً مقابل 112 صوتاً.

وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إنه يريد المضي قدماً في هذه الإجراءات، حتى لو كانت تعرّض موقفه للخطر.

وتعليقاً على تصويت يوم السبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "أنا ممتن لمجلس النواب الأميركي، ولكلا الحزبين، ورئيسه شخصياً مايك جونسون، للقرار الذي يضع التاريخ على المسار الصحيح".

وأضاف: "ستظل الديمقراطية والحرية دائماً موضع أهمية عالمية، ولن تفقدان تلك الأهمية أبداً إذا ما ساعدت أميركا في حمايتها".

وتابع: "إن مشروع قانون المساعدات الأميركية الحيوي الذي أقره مجلس النواب اليوم سيمنع الحرب من التوسع، وينقذ الآلاف والآلاف من الأرواح، ويساعد بلدينا على أن يصبحا أقوى".

أوكرانيا تستبق "تصويت الكونغرس على المساعدات" بالتحذير من حرب عالمية ثالثة

وسيُحال مشروع القانون الآن إلى مجلس الشيوخ، الذي من المتوقع أن يوافق عليه في الأيام القليلة المقبلة، قبل أن يوقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونا.

وفي بيان صدر بعد تصويت يوم السبت، حث بايدن مجلس الشيوخ على الموافقة عليه بسرعة "حتى أتمكن من التوقيع عليه ليصبح تشريعاً، ونتمكن من إرسال أسلحة ومعدات في أسرع وقت إلى أوكرانيا لتلبية احتياجاتهم العاجلة في ساحة المعركة".

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بأنها "دعم مباشر للأنشطة الإرهابية".

طال انتظار أوكرانيا للحصول على المزيد من الدعم العسكري الغربي
Getty Images
طال انتظار أوكرانيا للحصول على المزيد من الدعم العسكري الغربي

وتشتد حاجة أوكرانيا، التي تعتمد على الأسلحة الغربية، إلى المساعدات، في الوقت الذي تكافح فيه لاحتواء القوات الروسية الغازية، التي حققت تقدماً مطرداً في الأسابيع الأخيرة.

ويأتي ذلك بعد أن أوشكت ذخائر الجنود الأوكرانيين على النفاد، وبات يتعين عليهم ترشيد استهلاك قذائف المدفعية على خط المواجهة الذي يبلغ طوله أكثر من 1200 كيلومتر (745 ميلاً).

وكان الرئيس زيلينسكي، الذي طلب أيضاً دفاعات جوية متقدمة للدفاع عن المدن الأوكرانية ضد الضربات الروسية المدمرة، قد حذر من أن كييف قد تخسر بدون مساعدة عسكرية أميركية.

3 سيناريوهات لتطور حرب أوكرانيا في عام 2024

يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن غزواً واسع النطاق ضد أوكرانيا في شباط (فبراير) عام 2022.

وكان الجمهوريون قد أجلوا التصويت في مجلس النواب لعدة أشهر، مع اعتراض البعض على إرسال الأموال إلى الخارج، بدلاً من التعامل مع قضية الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

يطالب ثلاثة جمهوريين في مجلس النواب بإقالة مايك جونسون (في الوسط) من منصب رئيس مجلس النواب
Getty Images
يطالب ثلاثة جمهوريين في مجلس النواب بإقالة مايك جونسون (في الوسط) من منصب رئيس مجلس النواب

وفي يوم السبت، تم إقرار المساعدات بأغلبية مريحة، وإن كانت هذه الأرقام تخفي بين طياتها الانقسامات الحزبية الحادة المتزايدة بشأن هذه القضية.

فبينما صوّت جميع الديمقراطيين البالغ عددهم 210 لصالح التشريع، كان عدد الجمهوريين الذين عارضوه أكبر ممن أيدوه بين صفوف الحزب، بواقع 112 مقابل 101.

وقد يسبب ذلك مشكلة لمايك جونسون، الذي تحالف مع الديمقراطيين للتغلب على العقبات الإجرائية، وعرض حزمة المساعدات للتصويت عليها في جلسة نادرة في عطلة نهاية الأسبوع.

ويطالب ثلاثة جمهوريين في مجلس النواب بإقالة جونسون من منصب رئيس مجلس النواب، وربما يدعون للتصويت على هذه المسألة الأسبوع المقبل.

ويُعَد هذا دليلاً على أن المشرّعين الجمهوريين في مجلس النواب باتت لديهم حساسية متزايدة إزاء تغيّر موقف الناخبين في حزبهم تجاه أوكرانيا خلال هذا العام الذي يشهد الانتخابات.

ما هو الثلاثاء العظيم وما هي الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري؟

من سيخلف ماكونيل في زعامة الجمهوريين بمجلس الشيوخ؟

ومن المتوقع أن تساهم المساعدات الجديدة البالغ قيمتها مليارات الدولارات في دعم الجهود الحربية الأوكرانية في الأشهر المقبلة، لكن إذا اكتسب الجمهوريون المزيد من السلطة في الكونغرس، أو استعادوا البيت الأبيض، فمن غير المرجح استمرار الدعم الأميركي إلى حد كبير.

وإلى جانب المساعدات الموجهة لأوكرانيا، وافق مجلس النواب على حزمة تمويل لإسرائيل بقيمة 26.4 مليار دولار (أي ما يعادل 21.3 مليار جنيه استرليني) في وقت تواصل هجومها على غزة، وتشارك في مواجهة عسكرية مع إيران. وتشمل المساعدات تمويل العمليات الإنسانية.

وبشكل منفصل، أقر مجلس النواب حزمة مساعدات بقيمة 8.1 مليار دولار لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتهدف هذه الأموال بشكل أساسي إلى ردع العدوان الصيني، لاسيما ضد تايوان.

وتشمل الإجراءات الأخرى قواعد جديدة قد تؤدي إلى حظر الولايات المتحدة تيك توك، ما لم تبع الشركة الأم الصينية التطبيق.

كما أيد مجلس النواب فرض عقوبات جديدة على الصين وروسيا وإيران، فضلاً عن أحكام لبيع الأصول الروسية المجمدة للحصول على إيرادات لصالح أوكرانيا.