إيلاف من القاهرة: لأول مرة منذ 19 عاما دخلت القوات الإسرائيلية محور فيلادلفي "صلاح الدين" والذي يعتبر منطقة عازلة، وفقا لما نصت عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، فهل يمكن اعتبار ذلك خرق صريح لاتفاقية السلام؟ وماذا يتوجب على مصر أن تفعل في الظرف الراهن؟

من المعروف أن محور صلاح الدين، يخضع لشروط ومعايير العبور من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، فيما تنص المعاهدة على أن تنشر مصر عددا من قواتها في المنطقة لتأمينها وفقا لبروتوكول تم توقيعه مع إسرائيل.

وفي عام 2005 عندما غادرت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، اضطرت إلى الانسحاب أيضًا منه ومن معبر رفح، ونقلت مهمة الإشراف عليهما إلى السلطة الفلسطينية، مع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي، لكنها عادت إليه صباح اليوم فهل يعد هذا خرقا لاتفاق السلام مع مصر؟

مساعد وزير الدفاع المصري يتحدث
يقول اللواء علي حفظي مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق في تصريحات نشرها موقع "العربية" إن محور فيلادلفي منطقة فلسطينية عازلة بين مصر وقطاع غزة، مشدداً على أن القوات المسلحة تؤمن الحدود المصرية تأميناً كبيراً، ولا يمكن اقتراب أي قوات إسرائيلية منها، لأنها خط أحمر.

وأوضح اللواء حفظي أن محور فيلادلفي يبلغ طوله 14 كيلومتراً، وبحسب اتفاقية السلام، فإنها تسمح بنشر قوات محدودة ومحددة في ذاك المحور بالتنسيق بين البلدين، بهدف القيام بدوريات لمنع التهريب والتسلل والأنشطة الإجرامية، لافتاً إلى أن المنطقة "د" تمتد بعمق 2.5 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية مع مصر، وتشمل كذلك الشريط الحدودي داخل قطاع غزة مع مصر.

وتابع:"المحور يقع ضمن المنطقة "د" بموجب الملحق الأول للاتفاقية التي تسمح بتواجد قوة عسكرية إسرائيلية محدودة ومراقبين من الأمم المتحدة، على ألا تتضمن القوة أي تواجد للدبابات أو المدفعيات أو الصواريخ، ووفق اتفاقية السلام أيضاً، فإنه يجب أن يتعهد الطرفان وهما مصر وإسرائيل، بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدام أحدهما لها ضد الآخر على نحو مباشر أو غير مباشر، وبحل كافة المنازعات التي تنشأ بينهما بالوسائل السلمية".

وذكر الخبير العسكري المصري أن الاتفاقية تضمنت بنداً يتعهد فيه كل طرف بالامتناع عن التنظيم، أو التحريض، أو الإثارة، أو المساعدة، أو الاشتراك في فعل من أفعال الحرب العدوانية، أو النشاط الهدام، أو أفعال العنف الموجهة ضد الطرف الآخر في أي مكان.

خطورة التلويح الاسرائيلي
وأضاف: "كما يتعهد بأن يكفل تقديم مرتكبي مثل هذه الأفعال للمحاكم، مشيرا إلى رفض الدولة المصرية بشكل قاطع أي محاولات إسرائيلية لانتهاك الاتفاق الموقع بين البلدين الذي لوحت به أكثر من مرة بعد فشلها الذريع في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنت عنها حكومة الحرب الإسرائيلية بقيادة، بنيامين نتنياهو، عقب أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي".

وأوضح اللواء حفظي أنه إذا كانت هناك حجة إسرائيلية بوجود أنفاق في تلك المناطق فيمكن أن نقول إنه تم تدميرها تماماً خلال الحرب على الإرهاب.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، اليوم الثلاثاء، إنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها أمس.

ودخلت آليات عسكرية إسرائيلية محور فيلادلفي لأول مرة منذ عام 2005، كما ارتفعت أعمدة دخان كثيف في منطقة قريبة من معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر مع تكثيف إسرائيل لحملات القصف المدفعي، اليوم الثلاثاء.