عوض العمري&& &

المملكة خفضت الاعتماد على إرسال المبتعثين بعد إنهاء كلية الطب لدراسة التخصص (العام)وأصبح التركيز على الابتعاث للتخصصات الدقيقة بعد تزايد الخريجين

أستثمرت& المملكة العربية السعودية أموالاً ضخمة لبناء الكادر البشري منذ أوائل السبعينات وذلك بدعم البعثات للدول الغربية وكان القطاع الصحي المستفيد الأكبر حيث مضى حوالي الأربعون عاماً منذ بداية إرسال& إعداد كبيرة من الاطباء السعوديين للدراسة بكندا وأمريكا والاستفادة من الخبرات الكبيرة والقدرات التعليمية الرائدة لتلك الدول ،وعزز تلك العلاقة إثبات الطبيب السعودي لجدارته والتزامه بالمعايير المهنية والأخلاقية خلال فترة تدريبه ...


تعتبر كندا واحدة من أهم دول الإبتعاث الخارجي وبحسب التقرير المنشور بجريدة سبق بتاريخ 23/‏أكتوبر /‏2017& يبلغ عدد من يدرس فيها حوالي&& 8027 مبتعثا ومبتعثة ويبلغ عدد مرافقيهم 6467، ويمثل الأطباء نسبة عالية من المبتعثين حيث يصل عددهم الى ١٦٥٥، تمثل الطبيبات منهم 39% .
وتشير الأرقام المنشورة من قبل الملحقية الثقافية السعودية بكندا إلى أن عدد المقبولين الجدد للعام الأكاديمي 2018/‏‏2019م بلغ (514) قبولاً طبياً؛ منها (93) في برامج الزمالة، (421) في برامج التخصص الفرعي والتخصص الدقيق والزمالة البحثية والاتصال العلمي .
وللتوضيح أكثر يكون ابتعاث الاطباء عادة اما لدراسة التخصص العام ثم الدقيق وتتراوح مدة البعثة في هذه الحالة ٥-٨ سنوات أو يقوم الطبيب بدراسة التخصص العام بالمملكة والحصول على الزمالة (البورد) السعودي ومن ثم يقوم بعمل التخصص الدقيق بأحدى دول الابتعاث .
ولاشك ان المملكة خفضت الاعتماد كثيرا على إرسال المبتعثين بعد إنهاء كلية الطب لدراسة التخصص (العام)وأصبح التركيز على الابتعاث للتخصصات الدقيقة&& وخاصة بعد تزايد الخريجين وبناء نظام سعودي تعليمي قوي& بعد قضاء فترة التدريب الأولي بالمملكة والحصول على البورد السعودي الذي اثبت جدارته عالميا وحقق سمعة عاليه .
لاشك ان العلاقات السعودية مع جميع شعوب العالم هي علاقة ودية& رائدة معطائة وتبحث عن الافضل وكذلك هو الشعب الكندي الذي اشتهر بتعدديته ومسالمته وتقبله للشعوب الاخرى ولكن مابدر من الحكومية الكندية لهو (عجرفة وتهور سياسي)&& قد تأدب الى عواقب لم يحسب لها حسبان وبخاصة على الاقتصاد الكندي الذي سوف يحرم من مليارات الدولارات واستثمارات من احد اكبر اقتصادات العالم ،شخصيا كنت اتوقع حلا سريعا للازمة بأعتذار من رئيس الوزراء الكندي ومحاولة إصلاح أخطائه ولكني صدمت من تصريحاته المستمرة بعد الأزمة و اللتي قد تصنف ب (الاسهال) السياسي الذي يحتاج الى علاج عاجل .
محلياً...اثبتت الأزمة الكندية وقبلها أزمة سحب العمالة الفلبينية من الكويت خطورة ملف (الأمن) القومي (الصحي) ووجوب الاعتماد على النفس بالتدريب والتطوير وتأهيل الكادر البشري ولذلك فعلينا القيام بخطوات جدية في ذلك المجال ومنها :


1. الاعتماد كلياً على البورد السعودي بالتخصصات العامة&
2. وقف الهدر المالي الواضح بأبتعاث بعض المستشفيات لأطباء بعد إنهائهم البورد السعودي وإعادة التحاقهم من جديد بالتخصصات العامة بالزمالات الغربية&&
3.اقتصار الابتعاث على التخصصات الدقيقة في المرحلة الحالية وحسب شروط كفائه معينه وعدم توفر التدريب بالمملكة&
4.الاستثمار بالتوسع في برامج التخصصات الدقيقة وحل معضلات مقاعد القبول&


5. علينا اعادة ستثمر الأموال (الطائلة) بالابتعاث في تقوية التخصصات السعودية الدقيقة وذلك بالتحفيز المادي للاطباء (الأكاديميين) الذين يتقاضون (نصف ) رواتب زملائهم السعوديين& و (ربع) زملائهم الغير سعوديين& واستثمار تلك الأموال بالمملكة بدلا من الخارج والزامهم بالتواجد لخدمة أهداف العملية التعليمية .وستكون على المدى الطويل أجدى اقتصاديا ومعرفياً.
لاشك ان الحلول السابقة بحاجة الى قرار سيادي جريء لانه يمس الامن الصحي الوطني وآن أوانه بعد أربعون عاماً من الابتعاث.ونقول للأطباء السعوديين المبتعثين (لا تقلقوا) فرب ضارة نافعة و& (سمعاً وطاعة) فالأمن السعودي هو خط أحمر لايٌقبل الاقتراب منه وسوف يفهم& (ترودو) ذات يوم كما فهم (تميم) و (روحاني ) أن الحل دائماً في (الرياض).
&

&