تابع رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون توجيه الرسائل غير المباشرة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومية، وانضم إليه في هذه الدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما كان الحريري يعلن «ثوابته في عملية التأليف»، مشيرا إلى أنه «يعرف صلاحياته ويعرف ما ينص عليه الدستور (في عملية تأليف الحكومة)» في رد غير مباشر على ما نقلته «الشرق الأوسط» عن الرئيس عون في عددها الصادر أمس لجهة وجود اجتهادات دستورية في موضوع المهلة الخاصة بتأليف الحكومة.


وقال الرئيس عون في تصريحات أدلى بها أمس، إن «التعددية الطائفية والحزبية (في لبنان) تخلق الكثير من المشكلات عند تأليف الحكومة. واليوم نحن نستمع إلى مطالب الأحزاب والطوائف، وهي مزيج من اثنين وعلينا إيجاد التوافق حولها». وأضاف: «في هذه المرحلة، إن رئيس الحكومة المكلف هو من سيشكل الحكومة، أما في المرحلة النهائية فهناك صلاحية رئيس الجمهورية بأن يطلع ويوافق كي يوقع مرسوم التشكيل. حتى الآن نحن في المرحلة الأولى، ويبدو أن رئيس الحكومة استمع إلى المطالب بما يكفي وبات عليه أن يأخذ المبادرة ويؤلف، ونحن بانتظاره».
أما الرئيس بري، فقال ردا على سؤال عن كلام رئيس الجمهورية عن أن المبادرة هي عند رئيس الحكومة المكلف: «في هذا الموضوع أنا لا أقل حرصاً عن فخامة الرئيس ودولة الرئيس في الوصول إلى حكومة بأسرع وقت ممكن، لأن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا الشكل».


وفي المقابل، قالت مصادر رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحريري لن يعتذر عن تأليف الحكومة، مشددة على أنه يتعامل مع الموضوع الحكومي من خلال ثلاثة ثوابت، هي أولا إصراره على تأليف حكومة وفاق وطني لحماية البرنامج الاستثماري الذي عمل عليه بجهد وتمت الموافقة الدولية عليه في مؤتمر «سيدر»، معتبرا أنه «خشبة الخلاص للبنان». وأوضحت المصادر أن الحريري يريد حكومة مؤلفة من الكتل الست الكبرى الممثلة في البرلمان لكي لا تتحول إحداها إلى «فيتو» يستهدف المشروع. أما الثابتة الثانية، فهي أنه لن يدخل في سجال مع أي من هذه الكتل خلال عملية التأليف لأنه سيجلس معها لاحقا في الحكومة لبحث كيفية قيادة البلاد نحو الأمان، مشيرة إلى أن الحريري يرى «عقما في كيفية طرح الأمور ولن يدخل في سجالات». أما الثابتة الثالثة فهي - كما تقول المصادر - أن الحريري «يعرف ما ينص عليه الدستور في موضوع تأليف الحكومة وفي موضوع صلاحيات الرئيس المكلف، ولن يضيف أكثر».
ورفضت مصادر الحريري الرد على ما قاله الرئيس عون من أن الحريري «مربك»، لكن عضو كتلة الحريري النائب محمد الحجار، قال إن «الحريري مرتاح تماما إلى مواقفه، لكنه غير مرتاح إلى الوضع الحكومي الحالي وغير مرتاح لعدم قدرته على التأليف، ولكنه مرتاح ومؤمن ومقتنع تماما بما يقوم به».


وفيما غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «حرام أن يستمر البعض في عرقلة تشكيل الحكومة، ومصالح البلاد والعباد ليس لسبب إلا لمحاولة تحجيم القوات اللبنانية»، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور، رئيس مجلس النواب نبيه بري، داعيا إلى «تشكيل حكومة بشكل سريع». وطالب بالخروج من المأزق الحكومي لأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل». وقال عضو كتلة جنبلاط النيابية النائب بلال عبد الله: «الوضع ليس جيدا»، وأضاف: «هناك من عادت الأحلام تراوده، هناك من يحاول إعادة إحياء ما طويناه بعد الطائف، ويحاول النبش في الدفاتر القديمة ولا يتطلع إلى المستقبل. لهؤلاء نقول، لن تستطيعوا أبدا أن ترغمونا على التراجع عن مواقفنا وثوابتنا وانتماءاتنا وارتباطاتنا. نحن كنا وسنبقى داعمين للطائف، وكنا وسنبقى داعمين للرئيس المكلف سعد الحريري مهما حاولتم التآمر عليه، فهذا هو وفاء حزب كمال جنبلاط، هذا هو وفاء وليد جنبلاط».