قال مراقبون إن حزب الله اللبناني يعرقل تشكيل حكومة سعد الحريري الجديدة، وذلك انتظارا لحسم ملف إدلب السورية، مشيرين إلى أن الحزب يعمل على إصدار بيان وزاري يطبّع العلاقات مع دمشق، وهو الأمر الذي يرفضه الحريري.

&عادت الأمور في لبنان إلى نقطة الصفر، وذلك بعد رفض رئيس الجمهورية، ميشال عون، تشكيلة جديدة للحكومة تقدم بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وفجرت حرب الصلاحيات ما بين الرئاستين، وأثارت حساسيات استدعت توضيح المواقف ووضع النقاط على الحروف من قبل الحريري المتمسك بصلاحياته وفق دستور الطائف، ومعه رؤساء الحكومة السابقون الداعمون لمواقفه والرافضون لأسس ومعايير تخالف الدستور ولا تؤدي لحل الخلافات وتعقيدات التشكيل، بل تسهم في إثارة البلبلة وتدخل البلاد في جدال عقيم ومضر بلبنان ومستقبله.


أسباب العرقلة


وفق المراقبين، فإن رفض الصيغة الحكومية التي قدمها الحريري لعون مؤخرا لا يمكن قراءتها بعيون لبنانية فقط، حيث إن ظاهر الأمور ليس مثل بواطنها، إذ إن الحكومة اللبنانية العتيدة لن ترى النور قبل حسم معركة إدلب، وهذا يعني رغبة ميليشيات حزب الله ببيان وزاري يطبع العلاقات مع النظام السوري وهو الأمر الذي يرفضه الحريري، وعليه يسعى هذا الفريق إلى عرقلة التشكيل بحجة الأحجام والحصص والمعايير، فيما يكمن الهدف الحقيقي في انتظار التطورات السورية في حال نجح الأسد في معركة إدلب لانتزاع مكاسب في الحكومة والتأمين على الرئاسة المقبلة للجمهورية التي يطمح صهر الرئيس عون إليها، كما يسعى حزب الله إلى تعويم نفسه لبنانيا بحكومة تحميه من العقوبات وتبقي على سلاحه.

التدخلات الخفية للحزب


أوضح الكاتب السياسي غسان حبال خلال حديثه لـ«الوطن»، أهمية توضيح صلاحيات الرئيس الحريري في تشكيل حكومة لبنانية جديدة. ولفت حبال إلى أن بيان كل من السنيورة وميقاتي وسلام، كان واضحا باعتراضهم على التدخلات الخفية لتحالف «حزب الله» والتيار الوطني الحر، والتي تهدف إلى الضغط على الرئيس الحريري لفرض تشكيلة حكومية تواكب وتنسجم مع معركة رئاسة الجمهورية المقبلة، وإطلاق هذه المعركة بشكل مبكر حتى تصب في صالح الوزير باسيل الذي يسعى إلى خلافة عمه في رئاسة الجمهورية، حيث ختم البيان بمناشدة «رئيس الجمهورية أن يضع حدا لهذا المسار الذي يؤدي إلى الإساءة للعهد وإعاقة التنمية والنهوض التي ينتظرها اللبنانيون».

&