& حسين شبكشي

&

الاعتداء المسلح الأخير الذي حصل ضد فرق تنظيم «الحرس الثوري» الإيراني، وهو الذراع الإرهابي القمعي لنظام الملالي الطائفي في إيران، والذي تبناه فصيل تابع للمقاومة الأحوازية التي تطالب باستقلال الإقليم العربي المحتل، الذي ضمته إيران بالقوة الجبرية والاحتلال في مطلع القرن الميلادي الفائت، هذا الاعتداء أعاد إلى الأذهان ضرورة فتح ملفات مصطلح «الأراضي العربية المحتلة».&


لسنوات طويلة تم حصر هذا المفهوم في الأراضي التي احتلها العدو الإسرائيلي، وبعد أن باع نظام الأسد الجولان لم يعد التذكير بذلك الأمر إلا فيما يخص الأراضي الفلسطينية. ولكن مفهوم الأراضي العربية المحتلة يشمل أبعاداً أكبر تتخطى الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا، وجميعها تحتلها إسرائيل من دون وجه حق. ولكن يجب أن يشمل لواء الإسكندرون السوري الذي ضمته تركيا إلى أراضيها بالقوة، وضمت معه سكانه العرب، وجزر الإمارات العربية المتحدة المحتلة: أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، التي تم احتلالها بالقوة من النظام الإيراني، وهو نفسه الذي لا يزال يحتل إقليم الأحواز ذا الغالبية العظمى من السكان العرب الذين ينتمون إلى قبائل عربية. وهناك إسبانيا التي تحتل مدينتي مليلية وسبتة المغربيتين. كل هذه الأراضي عربية بحدودها وجغرافيتها وأهلها، ولكن مع الأسف الشديد تم تحجيم هذا الأمر على أيدي دجالي لسان المقاومة والممانعة، الذين لا يمكنهم أن يطالبوا بتحرير الأراضي «العربية» من لدن وقبل «الاحتلال» الإيراني والتركي، فالمصالح تدفن الحقائق وتغلبها، مهما كانت الحقيقة واضحة.&


نفاق خطاب المقاومة الإعلامي أصبح مثار سخرية واشمئزاز. احتلال إسرائيل «غير» احتلال إيران وتركيا، مع أن كافة الأراضي المحتلة هي عربية مائة في المائة. كم كانت بائسة وحزينة ومخجلة تلك الرسالة التي قدمتها المنظمة الفلسطينية «حماس» لنظام إيران، تبدي فيها أسفها للاعتداء الذي حصل بحق الحرس الثوري. كيف تقنع «حماس» نفسها بأنها مقاومة وهي في خندق واحد مع طرف مجرم ومعتدٍ، يتفاخر بأنه يحتل أربع عواصم عربية، وأنه ضم أراضي عربية بالقوة، وأصبحت جزءاً من جغرافية إيران، ولا نية لديه للتفاوض ولا الاعتراف بالحق العربي فيها.


{حماس» مثل نظام الأسد، وتنظيم «حزب الله» الإرهابي، يتحدثون باسم المقاومة وهم في أحضان نظام محتل للأراضي العربية. هذا النوع من الخطاب المزدوج المنافق هو أحد أهم أسباب إضعاف الخطاب المقاوم الشريف؛ لأن من يتحدث باسمها لا جدارة له بذلك، ولا أحقية له بذلك؛ لأن القضية أسمى وأشرف من أن يتبنى الحديث باسمها من لا جدارة له بذلك، على الأقل أن يكون صاحب مبدأ واحد على الجميع، وهي صفة لا تتوفر فيمن يدعون الحديث باسم المقاومة اليوم.&
الأراضي العربية المحتلة كلها غالية، وكلها لها المكانة نفسها والقدر، ومن يفرق بين واحدة منها فهو ليس منا.