الكتابة عن السينما أو الفن السابع كما يحلو لعشاق هذا الشكل الفني الإبداعي أن يُطلقوا عليها، تحتاج لمتخصصين ونقاد لهذا العالم المدهش الآخاذ، ولكن هذا المقال محاولة بسيطة لتناول السينما كلغة إنسانية وقيمة حضارية وقوة ناعمة، خاصة ونحن نعيش أصداء المهرجان السينمائي الخليجي بنسخته الرابعة والمقام في الرياض التي أصبحت العاصمة الجديدة للفن العربي من المحيط إلى الخليج.

ويُعدّ المهرجان/ الكرنفال السينمائي الخليجي الرابع والذي يُقام في الرياض لمدة 5 أيام من الفترة 14 إلى 18 من شهر إبريل الحالي، أحد مرتكزات الصناعات الفنية والقوى الناعمة الخليجية، كما "يُشكل منصة رائدة للتعريف بالسينما الخليجية، إضافة لكونه ملتقى مهماً لصنّاع الأفلام والعاملين في القطاع السينمائي، حيث يستضيف نخبة من الفنانين والمتخصصين السينمائيين والمؤثرين في قطاع السينما والفن بشكل عام، كما يُكرم رواد السينما في الخليج، ويُنظم سلسلة من الورش والندوات المتعلقة بتفاصيل الفيلم السينمائي يُقدمها ويُشرف عليها مختصون في الحقل السينمائي، هذا إلى جانب عروض للأفلام الخليجية التي أنتجت حديثاً والتي ستتنافس على جوائز المهرجان التسع الكبرى وهي جائزة أفضل فيلم طويل، جائزة أفضل فيلم قصير، جائزة أفضل فيلم وثائقي، جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل تصوير، جائزة أفضل موسيقى تصويرية أصيلة، جائزة أفضل إخراج، جائزة أفضل ممثل، وجائزة أفضل ممثلة".

وكم هو رائع، بل ويدعو للفخر، الإعجاب الذي يحمله الضيوف والمشاركون في هذا المهرجان من الخليج وبعض الدول العربية والأجنبية لهذا الكرنفال السينمائي الذي تحتضنه العاصمة الرياض، حيث أكد السينمائيون الخليجيون وكل ضيوف المهرجان بأن السعودية هي بوصلة ووجهة الفن السابع لما تملكه من قدرات وإمكانيات لا مثيل لها.

السينما ليست مجرد شاشة ضخمة تجذب العيون وتأسر القلوب، بل هي وسيلة مهمة من وسائل الاتصال الحضاري والثقافي بين المجتمعات والشعوب والأمم، وهي جسور لقاء وتعارف بين الثقافات والحضارات، وهي أحد أهم مرتكزات الفكر والوعي، وهي المرآة العاكسة لروح العصر وحلم المستقبل. السينما نافذة واسعة تطل منها البهجة والمتعة والفرجة، تماماً كما تتسلل منها بذكاء وتلقائية الكثير من الدروس والعبر التي تُعزز من ثقافة الانفتاح والتنوع واكتساب الكثير من الصفات والثقافات، إضافة لقدرتها الفائقة ودورها المهم في تشكيل وصياغة الرأي العام في كل العالم.