لم يكن مفاجئاً خروج المنتخب السعودي الأولمبي خالي الوفاض من كأس أمم آسيا 2024 في قطر، ما يعني تبخر أحلام السعوديين في المشاركة في أولمبياد باريس 2024 والعودة بخيبة جديدة للمنتخب الذي كان يُفترض فيه أن يمثل مستقبل كرة القدم السعودية.

هذه الخيبة والفشل يُضاف لخيبات متتالية وفشل ذريع يسطره اتحاد كرة القدم الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه لا يرقى لمستوى وحجم الطموحات الرياضية، ولا لحجم الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للرياضة.

لا أفهم إن كان هذا الاتحاد يملك حقاً خططاً واستراتيجيات واضحة، ولا أفهم إن كان بالفعل يهدف للمنافسة على البطولات أو أنه يستهدف بناء المنتخبات للمستقبل، لا أحد يملك الإجابة عن هذه الأسئلة ولا غيرها لأن هذا الاتحاد ببساطة لم يخرج يوماً ليقول للشارع الرياضي إن هذه هي أهدافه وهذا ما يطمح إليه.

لا أحد يعلم حتى الآن ما حدث للمنتخب الأول في الدوحة عند المشاركة في كأس أمم آسيا، ولا أحد يعلم إن كنا ذهبنا أصلاً للمنافسة أم لبناء مشروع، ولم يخرج ياسر المسحل ليخاطب الشارع الرياضي بوضوح عن أهدافه.

وبالعودة لقصة الفشل الجديدة التي كان ضحيتها المنتخب الأولمبي، فلا أحد يعلم السبب الذي يجعل الاتحاد متمسكاً بالمدرب الوطني المجتهد سعد الشهري، وأقول إن الشهري مجتهد ويملك إمكانات جيدة، لكنه لا يزال عاجزاً عن صنع منجز حقيقي للمنتخب الأولمبي، على الرغم من كل الفرص والدعم الذي يحظى به من قبل الاتحاد، وربما أن الرجل لم يوفق ولم يكن حظه جيداً بما يكفي لتحقيق التطلعات، فلماذا يصر اتحاد الكرة على وضع الرجل في هذا المنصب ويجعله ضحية وحيدة لغضب الجماهير السعودي.

لا أعلم إن كان حقاً يستطيع هذا الاتحاد قيادة ملفات كبيرة، وهو الذي لا يعرف ما يريد على مستوى المنتخبات وعلى مستوى اللجان ولم يحقق أي نجاح سواء كان يريد المنافسة أو كان يريد البناء، لكن المؤكد أن الشارع الرياضي مصاب بالإحباط من هذا الاتحاد بلجانه، ولا أعلم أي إخفاقات تنتظر الكرة السعودية حتى يصل هذا الاتحاد لقناعة بأنه لا يرقى لحجم المشروع الرياضي الكبير.