إحتدام الصراع الدائر في عمق مراكز صُنع القرار في الإقليم:&
بعد ان أعلنت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والإستفتاء في إقليم كوردستان عن تأجيل موعد انطلاق الحملة الدعائية لإنتخابات إقليم كوردستان المقرراجراؤها في 30 أيلول الحالي أسبوعا واحدا، بدأت يوم الثلاثاء المصادف 11/9/2018 الحملة الانتخابية للأحزاب السياسية التي يشارك فيها 673 مرشحا ينتمون إلى 29 كيانا سياسيا لشغل 111 مقعدا في برلمان الإقليم (المشلول ).
وعلى الرغم من أن جميع الاحزاب الكوردستانية يتحملون مسؤولية النكسة الكوردستانية ما قبل وبعد الإستفتاء والاخفاق السياسي والتراجع الاقتصادي المريع وضياع مليارات الدولارات بعمليات الفساد والسرقة العلنية ونهب ثروة الإقليم , الا إن الحملة الانتخابية في كوردستان تتجه نحوالتصعيد والفوضى يوماً بعد آخر وسط كثير من التراشقات الإعلامية والإنقسامات والصراعات الحزبية بين (الاخوة الاعداء).&
للأسف إن تبادل الإتهامات يميز انطلاق الحملة الدعائية للإنتخابات البرلمانية الخامسة في إقليم كوردستان حيث اصبح إتلاف وحرق لافتات الحملات الإنتخابية وتمزيق صورالمرشحين والمرشحات لإنتخابات البرلمان، من أبرز سمات الحملة الانتخابية الكوردستانية، وسط سكوت وصمت مفوضية الإنتخابات, إضافة الى التطاول غير المُبرر و التشهير والإساءة المتعمدة والتخوين والتخويف ونشرالفوضى والكراهية والعنف في خطاب الكتل السياسية والحزبية الكوردستانية.&
ففي مؤشر يظهر احتدام الصراع الدائر في عمق مراكز صُنع القرار في الإقليم بدأ الحزب الديمقراطي الكوردستاني حملته الدعائية بتوزيع التهم على الاحزاب الاخرى واتهمهم بالخيانة والإنسحاب في 16 اكتوبر2017 من مراكزاهم في كركوك والمناطق المتنازع عليها وتسليمها للقوات الاتحادية دون قتال , فيما اتهم الاحزاب الاخرى حزب البارزاني بجلب الكوارث للكورد مؤكدين أن ما جرى من تبعات بعد إجراء الإستفتاء الفاشل وخسارة المكاسب الكوردستانية ووقوع خسائر بشرية يتحملها السيد مسعود البارزاني قانونيا واخلاقيا.
خطاب الكراهية والتحريض على العنف:&
بدل إقامة المناظرات الإنتخابية، كجزء لا يتجزأ من الممارسات الديمقراطية بين مرشحي الاحزاب والكتل الكوردستانية من اجل تشخيص أسباب المشاكل التي تطحن ابناء الشعب الكوردستاني طحن الرحى و البحث الجدي عن مخرج من عنق الزجاجة لإنقاذ الشعب الكوردستاني من الجوع وافة البطالة والضياع والتشرد, دعت مرشحة على قائمة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) في حملتها الدعائية قبل يومين , دعت الى (فقء العين وبتر اللسان ويد) كل من يسيء إليها ولرئيس وقواعد حزبها بأي شكل من الأشكال......!!&
فيما صرح مرشح اخرعلى قائمة (الاتحاد الوطني الكوردستاني )يوم امس في حملته الإنتخابية وقال : (سَنجعل البرلمان جحِيما عَلى أَعدائِنا )...!
ويرى مراقبون أن هشاشة الأوضاع العامة في إقليم كوردستان وحالة الفوضى في المنطقة تعد أرضية خصبة لتفشي خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتخوين والتخويف كآلية للتغيير, ويرون ان هذه الخطب العنيفة وغير المسؤولة تذكرنا بالازمة التي سببت الاقتتال الداخلي بين الاخوة الاعداء ( الديمقراطي والاتحاد الوطني ) في اوساط حزيران 1994 والعوامل التي ادت اليه وفي مقدمتها ( ضعف الايمان بالديمقراطية لدى طرفي النزاع وسياسة المناصفة المقيتة , وتغليب العنف وتجنب ادارة الصراع بطريقة سلمية والغاء الاخر, وعدم السعي الجاد لحل النزاع والمشاكل عبر صناديق الاقتراع بعد تامين مستلزماتها السياسية والقانونية والفنية.&
وفي الختام اقول:&
تجنباً للفوضى الشاملة التي يمكن أن تنتج عن حملات وخطب الكراهية والعنف والغاء الاخروتمزيق الملصقات الانتخابية خلال فترات الدعايات الإنتخابية بدوافع حزبية وشخصية ,على المفوضية العليا ( المستقلة للإنتخابات ) ان تتصدي بحزم وصرامة لهذه الإنتهاكات والخروقات المتعمدة ولكل من يحرض على الكراهية والعنف والتطاول غيرالمُبرروالمخالف لقواعد الاخلاق والسلوك والقانون...&
اتمنى مخلصأ ان تدفع مفردات الكراهية التي تضمنها الخطاب السياسي الكوردستاني العنيف بكل أشكاله التي تتنافى وقيم المجتمع وتهدد سلمية العملية السياسية في ظل حالة من الاحتقان تعصف بالكوردستانيين نتيجة الأزمة السياسية والاقتصادية المزمنة وما يرافقها من احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في الإقليم، اتمنى ان تدفع مفردات الكراهية والتخوين والتخويف في خطاب الاحزاب الكوردستانية إلى إطلاق حملة شعبية وطنية شاملة تهدف إلى مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف والغاء الاخر والتهديد والشحن الإيديولوجي في الخطاب السياسي الكوردستاني في مسعى إلى الحفاظ على السلم والامان في كوردستان...&
اخيرا..
كم كان المفكر السياسي اللبناني الشهيد كمال جنبلاط صادقاعندما قال: إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير!