(بعد الانتهاء من كتابة هذا المقال ورد خبر رحيل المناضل العراقي الشيوعي المعروف كاظم فرهود، ان الراحل العزيز خدم القضية الوطنية العراقية بكل تفان ونكران ذات وعرف بوجه خاص بدوره المتميز في العمل بين&الفلاحين ،وبهذه المناسبة أتقدم بأحر التعازي لولده الصديق الأستاذ فلاح ولجميع أفراد عائلته ومحبيه وعارفي رصيده النضالي المتميز، فألف تحية لذكرى فقيدنا كاظم فرهود ,,,,, &ولي عودة)

تستمر&التعليقات المختلفة حول بعض أعمال العنف التي اقترفت خلال المظاهرات في&البصرة ،&والتي نسبوا جميعها إلى المتظاهرين ، رغم أن بعضها لم يكن كذلك.

وجرت وتجري محاولات خبيثة لإدانة&المظاهرات ،&مع أنها انفجرت بسبب تداعي جميع الخدمات وفقدان ابسط مقومات الحياة كالماء والكهرباء، وأيضا بسبب إهمال المدينة منذ سنوات ، مع أنها تمد البلاد كلها بالخيرات.

لاشك في أن أعمال العنف عندما ترافق مظاهرات سلمية&ومشروعة ،&تؤدي إلى تشويه المطالب نفسها، والترويج لحكاية المؤامرة وتصفية الحسابات . والملاحظ أن أعمال عنف خلال مظاهرات سلمية تحدث في الدول الديمقراطية&نفسها ،&ومنها فرنسا ، ففي فرنسا يندس فوضويون من هواة العنف لاقتراف أعمال الحرق والاعتداء على المحلات الخاصة والعامة، وهذا ما تحاول قيادات التظاهر تفاديه دوماً ، داعية الجميع إلى التزام السلمية وعزل الفوضويين من بعض الشباب. فالتظاهر السلمي حق مشروع ولكن له مواصفاته والتزاماته.

أن الأطراف التي تحاول استغلال بعض ما جرى في البصرة للشطب على&الأسباب &الحقيقية&والمشروعة لحركة هذه الاحتجاجات، وهذا ما تفعله خاصة و أساسا قيادات المليشيات وأحزابها لكي تخلط الأوراق وتقلب نتائج الانتخابات وتتسلل الى السلطة من جديد ، مع ما يعنيه ذلك من بقاء الفساد وانهيار الخدمات وانتشار الطائفية ، وتأصيل المحاصصة ، واستمرار التدخل الإيراني ، واسع النطاق.

على قوى المجتمع المدني والأحزاب الوطنية&الواعية ،&المؤمنة بمبدأ المواطنة ، أن تعمل لإفشال المناورات والدعايات الماكرة ، وأيضا توعية المواطنين بحقوقهم وبواجباتهم ، منها الالتزام بسلمية أعمال&الاحتجاج والمظاهرات وإذا عادت الأوضاع الى ما كانت عليه خلال الفترات الماضية ، فما عليها إلا أن تختار المعارضة السلمية الواعية بقوة وحكمة ومثابرة ، في الطريق النضالي الطويل نحو نظام الحرية والمساواة والعدالة والخدمات وكافة حقوق الإنسان وحقوق القوميات والأقليات.