موسكو: التقى الزعيم الليبي معمر القذافي مساء الجمعة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في اول محطة في زيارة تستغرق ثلاثة ايام هي الاولى للقذافي الى روسيا منذ 23 عاما وقد ينتج عنها استئناف التعاون في المجال العسكري وفي مجال الطاقة النووية بين طرابلس وموسكو حليفتها السابقة فى العهد السوفياتي.

وقال الرئيس الروسي مخاطبا ضيفه قبيل مأدبة عشاء اقامها على شرفه في مقر الرئاسة الروسية في ميندورف قرب موسكو quot;آمل ان تكون زيارتكم بناءة (...) ان بلدينا تربطهما علاقات صداقة منذ عقودquot;.

ورد القذافي بالقول quot;آمل ان تكون هذه الزيارة مفيدة لبلديناquot;، وذلك في اول لقاء له مع مدفيديف الذي انتخب في آذار/مارس. واعلن وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم ان اللقاء تناول القضايا الدولية ولا سيما نشر السلام في العالم. واضاف للصحافيين في موسكو في ختام اللقاء ان quot;الرئيس مدفيديف اشاد بدور الزعيم القذافي في هذا المضمارquot;.

واثر اللقاء عقد مدفيديف والقذافي عشاء عمل اعرب فيه الرئيس الروسي quot;عن ارتياحه لما وصلت اليه العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة التعاون في مجال النفط والغازquot; على ما اعلن الوزير الليبي.

واشار شلقم الى ان مدفيديف اكد لضيفه ان روسيا quot;مستعدة لتعزيز التعاون بين طرابلس وموسكو وبخاصة في مجال الاستثمارات المشتركة في القارة الافريقيةquot;.

وفي مؤشر على الاهمية التي تعلقها موسكو على هذه الزيارة سمح اخيرا لزعيم الجماهيرية الليبية بنصب خيمته في حديقة باحة الكرملين وذلك بعد مفاوضات استغرقت اياما بين الطرفين بهذا الشأن.

وقال مسؤول في ادارة المراسم في الكرملين quot;لقد سويت مسألة نصب الخيمة في حديقة تاينينسكي في الكرملينquot;. وتقع هذه الحديقة بين المباني الرئاسية وقصر الكرملين الكبير.

وسيلتقي مدفيديف مجددا الزعيم الليبي صباح السبت في هذا القصر الكبير حيث سيعقد الجانبان محادثات موسعة. كما سيلتقي القذافي بعد الظهر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.

ويحتل موضوع شراء طرابلس اسلحة روسية حيزا هاما من المباحثات الثنائية المقرر اجراؤها.

وقال مصدر في الكرملين ان quot;التطور التقليدي للعلاقات في مجال التعاون العسكري والتقنيquot; سيكون من الموضوعات التي سيتم بحثها.

واضاف المصدر ان المباحثات بين مدفيديف والقذافي السبت قد تتناول ايضا موضوع quot;الطاقة النووية السلميةquot; وذلك في اشارة الى معلومات تفيد ان موسكو وطرابلس تتفاوضان على بناء محطة نووية في ليبيا.

وافادت صحيفة كومرسانت الجمعة نقلا عن مصدر مطلع على ترتيبات زيارة القذافي ان ليبيا quot;على استعداد لقبول قاعدة عسكرية روسيةquot; في ميناء بنغازي.

واوضحت كومرسانت ان quot;الوجود العسكري الروسي سيكون ضمانة لمنع وقوع اي اعتداء على ليبيا من جانب الولايات المتحدة التي لم تسارع الى احتضان القذافي رغم عدة بادرات للمصالحةquot;.

واضافت الصحيفة ان هذا الاقتراح من جانب القذافي من شأنه quot;التخفيف من استياء الكرملينquot; الذي اثاره عدم احترام طرابلس لاتفاقاتها مع روسيا.

وكانت ليبيا قد حصلت على شطب ديونها المستحقة للاتحاد السوفياتي السابق البالغة 4,5 مليارات دولار في مقابل عقود كبيرة مع شركات روسية لم تنفذها طرابلس حتى الان.

ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في مجمع الصناعات العسكرية الروسية الجمعة ان حجم عقود مبيعات الاسلحة التي ستبحث في هذه الزيارة قد يتجاوز 2 مليار دولار (1,5 مليار يورو).

واوضح هذا المصدر ان ليبيا معنية ايضا بالحصول على انظمة صواريخ ارض-جو من نوع اس-300 و تور-ام 1 ومقاتلات ميغ/29 وسوخوي-30 ودبابات تي-90.

وترجع بداية التعاون العسكري الروسي الليبي الى وصول معمر القذافي الى الحكم فى العام 1969 عقب انقلاب اطاح فيه بنظام الملك ادريس السنوسي.

واصبحت ليبيا حينئذ شريكا هاما للاتحاد السوفياتي ومستوردا للاسلحة السوفياتية وهو تعاون كانت واشنطن تنظر اليه باستياء.

لكن quot;القذافي تحول الى الغربquot; بعد سقوط الاتحاد السوفياتي على ما يقول غينادي ايفستافييف وهو محلل في مركز الدرسات السياسية حول روسيا.

وكان القذافي تخلى في 2003 عن برنامجه لاسلحة الدمار الشامل وتقرب من الدول الغربية التي بدأت في التودد اليه علانية سعيا في الحصول على عقود خصوصا في مجال الطاقة.

وتحسنت العلاقات بين طرابلس وموسكو بعد زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين الى ليبيا فى نيسان/ابريل.

لكن عددا من المحللين يرى ان التقارب مع موسكو لا يعني ان معمر القذافي سيتخلى عن التعاون مع الغرب.

وافادت مصادر ليبية في موسكو ان الزعيم الليبي سيتوجه بعد ذلك الى بيلاروسيا واوكرانيا.