رانية الاخضر من استوكهولم: تلاحق الشرطة السويدية منذ ليلة الميلاد المجيد خمسة متهمين ليبيين في قتل اثنين من الجنسية نفسها كانا لجآ الى السويد بهدف الحصول على إقامة دائمة ومن ثم الجنسية. وكان خمسة أشخاص ترجح الشرطة انهم ليبين اقتحما شقة إثنين لطالبي اللجوء خارج مدينة سوندسفال (شمال السويد) الساعة الثانية عشر ليلة الميلاد، وأقدما على طعن الضحيتين بطريقة وحشية مما أودى بحياة شخص فيما نقل الثاني الى المستشفى متأثرا بجروحه البليغة. وتمكنت الشرطة السويدية اليوم من سماع إفادة الجريح حيث أكد عدم معرفته لسبب تعرضه للاعتداء وقال انه تفاجأ وصديقه الضحية بهجوم ثلاثة او خمسة أشخاص على شقتهما.

واعتقدت الشرطة السويدية لحظة وقوع الجريمة ان الشابين كانا قد تعاركا مع بعضهما لسبب ما وأقدم الجريح على قتل صديقه. الا ان الشرطة تراجعت عن فرضيتها تلك بعد ان توجه أحد الاشخاص الى مركز للشرطة في استكهولم وكشف لها ان منفذي الجريمة هم مجموعة تتألف من خمسة أفراد سافرت عشية الميلاد من العاصمة الى مدينة سندسفال وفرت الى مكان مجهول بعد تنفيذ الجريمة. وأعربت الشرطة السويدية عن مخاوفها من ان يكون الاشخاص الخمسة قد غادروا السويد الى مكان مجهول. وهي الافادة التي تتطابقت مع اقوال الجريح
أما الشرطة من جهتهتا لم تستبعد ان يكون للجريمة أهداف سياسة او تصفية حسابات شخصية.

هزت الجريمة الشارع السويدي ذعرا لدى أوساط طالبي اللجوء في البلاد، حيث غالبا ما تترك تلك الفئات الاجتماعية بلادها سعيا لحياة أكثر أمنا واستقرارا. والليبيان اللذان قصدا السويد تطلعا لحياة أفضل من مختلف المقاييس ما كانا ليقدما على خطوتهما هذه لو عرفا مصيرهما مسبقا. ونادرا ما تتعرض مخيمات اللجوء التي تضم مجموعات من مختلف الجنسيات حول العالم لجرائم من هذا النوع اذ تتكفل الدولة بتأمين السكن إضافة الى الاحتياجات المعيشية الى حين البت بطلب اللجوء.

يذكر ان دبلوماسي ليبي وجد مشنوقا قبل عامين في شقته وسط العاصمة استكهولم واعتقدت الشرطة حينها انه تم تصفيته على خلفية كشف الصحف السويدية عن قيام السفارة الليبية بالتحقيق مع ليبيين من طالبي اللجوء في البلاد كانت الحكومة السويدية قد اتخذت قرارا برفض ملفاتهم. لكن تبين فيما بعد ان الدبلوماسي أقدم على الانتحار لدوافع شخصية. ويعد عدد طالبي اللجوء من الليبيين في السويد هو الاقل مقارنة مع الجاليات العربية الاخرى حيث تعتبر الجالية العراقية هي الاكبر.