تونس : قال محلل سياسي تونسي ان زيارة وزيرة الخارجية الأميركية ، كوندوليزا رايس الى ليبيا مطلع الأسبوع المقبل تحمل رسالتين اثنتين الأولى عامة و الثانية ظرفية مفادها اعتراف واشنطن الصريح بشرعية نظام العقيد معمّر القذافي .

واعتبر الإعلامي و المحلل السياسي التونسي ، رشيد خشانة ان اختيار زيارة رايس لطرابلس في ذكرى الاحتفال بالذكرى 39 لوصول القذافي للحكم هو quot; اعتراف أميركي للمرة الأولى بشرعية نظامه و قبول التفاوض معه على هذا الأساس quot; مضيفا في ذات السياق ان الرسالة العامة التي تحملها زيارة رايس هي ان quot; المصالحة بين واشنطن و ليبيا قد استكملت جميع فصولها بعد الاتفاق الذي وقعه ، دافيد والش و احمد الفيتوري و الذي أنهى الخلاف الطويل حول التعويضات للجانبين quot; .

و كانت صحيفة عربية قد ذكرت اليوم (الخميس) استنادا الى مصادر ليبية مطلعة أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيلتقي يوم الاثنين المقبل، الموافق لغرة سبتمبر /أيلول 2008 وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس في خيمته البدوية الشهيرة في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس.

هذا و تعد زيارة رايس ،ثانية زيارة لوزير خارجية أميركي لهذا البلد منذ 55 عاما و قالت المصادر الليبية ان زيارة الوزيرة الأميركية تعد تلبية لدعوة رسمية لحضور الاحتفالات التي يقيمها القذافي بمناسبة الاحتفال بمرور 39 عاما على توليه الحكم.

من جهة ثانية قال خشانة ان quot;زيارة رايس لليبيا تستهدف أيضا حصول بلادها على حصة تناسب حجمها في السوق الليبية سواء في القطاع النفطي أو المعاملات التجارية خصوصا و ان عدة دول أوروبية و آسيوية قد سبقتها الى ذلك و جعلتها لا تحتل سوى المرتبة الثامنةquot;.

وحول تزامن زيارة هذه المسؤولة الأميركية لليبيا وزيارة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني لها قال خشانة quot;هناك تكامل و تسابق بين روما و واشنطن حيث ان السيد برلسكوني هو الذي مهّد للمصالحة بين النظام الليبي و الولايات المتحدة quot; مضيفا انه quot;يوجد رغم ذلك تعارض للمصالح بين الشركات الايطالية و نظيراتها الأميركية في ليبياquot;.

و في رده على سؤال حول المعاني المستخلصة من توقيت و مكان هذه الزيارة قال خشانة ان استقبال القذافي للمسؤولة الأميركية في خيمته البدوية في باب العزيزية يمثل quot;رسالة للأميركان مفادها ان الليبيين مستعدون لفتح علاقات جديدة مع واشنطن على أنقاض الغارة الأميركية التي وقعت في نيسان /ابريل 1986، و سقط خلالها العشرات من المدنيين من بينهم ابنة القذافي بالتبني quot; مؤكدا في ذات السياق ان quot;اختيار تاريخ هذه الزيارة سببه رغبة القذافي في الحصول على اكبر قدر من الربح من إدارة أميركية راحلة تبحث عن نصر دبلوماسيquot; .

وكان مسؤولون أميركيون وليبيون قد وقعوا الأسبوع الفارط في طرابلس على اتفاق تاريخي لفتح صفحة جديدة بين البلدين وإنهاء كافة ملفات التعويضات العالقة منذ عقود.

و بخصوص تصريحات نجل القذافي ،سيف الإسلام حول ابتعاده عن الحياة السياسية قال رشيد خشانة quot;الأمر ذر للرماد على الأعين و لعبة سياسية و إعلامية متقنة حيث ان سيف الإسلام هو الخليفة المعين لأبيه و الولايات المتحدة تشجع سرا و علنا على نقل سلطات والده إليه خصوصا و ان صناع القرار في واشنطن يعتقدون جازمين انه، أي سيف الإسلام هو الأقدر على ضمان انتقال سلمي للسلطة و تحقيق هدف الإصلاح و الحفاظ على الاستقرار في هذه الدولة النفطية quot; .