فيينا: قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة انها تحققت من ان ليبيا تخلصت من مشروع سري للحصول على قنبلة نووية لكن السهولة التي قدمت بها مجموعة تتزعمها باكستان تصميمات أسلحة لها عواقب أوسع نطاقا مثيرة للازعاج.

وقالت وكالة الطاقة الذرية في تقرير سري حصلت عليه رويترز ان شبكة عبد القدير خان التي هربت تصميمات أسلحة نووية الى ايران وليبيا وكوريا الشمالية كانت نشطة في 12 دولة. وقال التقرير ان ليبيا التي خرجت من العزلة التي فرضها الغرب منذ ان تخلت علانية عن برنامج سري لأسلحة الدمار الشامل في عام 2003 أصبحت شفافة بدرجة كافية تتيح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منحها شهادة البراءة.

وقالت الوكالة التي يقع مقرها في فيينا ان عمليات التفتيش في ليبيا ستكون quot;أمرا روتينياquot; من الآن فصاعدا. لكن اتصالات ليبيا مع وسطاء سريين لخان تمتد الى عام 1984 أي قبل عشر سنوات من التاريخ الذي اعترفت به ليبيا في السابق حسبما ورد في التقرير الذي أشار بالتفصيل الى معلومات عن تصميمات أسلحة أكثر تقدما حصلت عليها طرابلس في موعد سابق عما كان يعرف من قبل.

وقال التقرير وهو الأول عن ليبيا الذي تعده الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2004 انه بينما عرف المفتشون كل المعلومات الخاصة بالمواد النووية المعلن عنها فانهم لا يمكنهم ان يضمنوا غياب مواد أو أنشطة لم يعلن عنها.

وأضاف التقرير ان هناك عددا من صناديق المعلومات التي تتعلق بالمشروعات quot; الأساسية والحساسةquot; -- مثل وحدة كان يمكن ان تنتج عشرة كيلوجرامات من وقود البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صناعة قنابل سنويا -- مفقودة فيما يبدو وان ليبيا لا يمكنها تقديم تفسير لذلك.

وقال التقرير ان شبكة عبد القدير خان عملت في المانيا وايطاليا ولختنشتاين واسبانيا وسويسرا وتركيا وجنوب افريقيا والامارات العربية المتحدة وباكستان وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان.

وتصميمات وحدات صناعة وإعادة معالجة الوقود القادرة على انتاج بلوتونيوم من تكنولوجيا المانية.

وقال التقرير ان quot;معظم المعلومات الحساسة الواردة من الشبكة موجودة في شكل الكتروني مما يساعد على سهولة الاستخدام. ويشمل هذا معلومات تتعلق ... بتصميم أسلحة نووية وهو الامر الذي يثير الانزعاج.quot;

وأضاف التقرير ان تحقيقات وكالة الطاقة الذرية quot;اشارت الى ان كمية كبيرة من المواد الحساسة التي تتعلق بصنع سلاح نووي كانت متاحة لاعضاء الشبكةquot; ومن بينها وثيقة تتعلق بكيفية تحويل معدن اليورانيوم الى رؤوس حربية أكثر تقدما مما ورد في وثيقة ذات علاقة عثر عليها في ايران.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ليبيا بدأت السماح بعمليات تفتيش مفاجئة بعد ان تخلت عن طموحاتها للحصول على اسلحة نووية وسمحت للمفتشين بالوصول الى المواقع والاطلاع على الوثائق والاجتماع مع مسؤولين معنيين لاجراء مقابلات معهم quot;بسرعة ودون قيود.quot;

وساعد هذا وكالة الطاقة الذرية في ان تستخلص ان البيانات الليبية التي تنفي فيها انها شرعت في تطوير وحدات وقود أو مكونات أسلحة وتخزين أطنان المواد التي تشمل الوقود النووي المخصب يتفق مع النتائج التي توصلت اليها الوكالة.