لندن، وكالات: حصلت ليبيا على طريقة صنع القنبلة النووية بواسطة الرسائل الإلكترونية، وهذا يثير القلق الشديد حول إنتشار هذه المعلومات الحساسة عن طريق الإنترنت. هذا ما تنقله صحيفة الاندبندنت عن التقرير الذي وضعه محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حول البرنامج النووي لليبيا وصلته بعمليات التسويق السرية للعالم النووي الباكستاني محمد عبد القدير خان.

وفي التقرير الذي استغرق وضعه أربعة أعوام يقول البرادعي إن ليبيا اتخذت إجراءات محددة لبناء معمل لإعادة تصنيع البلوتونيوم وفقا لتصميم ألماني، وهو بديل لبناء قنبلة باستخدام طريقة تخصيب اليورانيوم وهو التصميم الذي زود عبد القدير ليبيا به.

كما يكشف التقرير أن الشبكة التي كان يديرها العالم الباكستاني مارست نشاطها لمدة تزيد بعشرة أعوام عما كان معروفا من قبل. وموطن القلق الشديد الآن كما تقول الصحيفة هو أنه من الممكن أن يكون عملاء آخرون لشبكة انتشار المعلومات النووية قد حصلوا على هذه المعلومات. وتضيف أن إيران وكوريا الشمالية تعاملتا مع عبد القدير خان أبي القنبلة النووية الباكستانية. وكان خان قد وضع قيد الإقامة الجبرية بعد اعترافه ببيع معلومات عن التكنولوجيا النووية عام 2004. وأضاف التقرير ان هناك عددا من صناديق المعلومات التي تتعلق بالمشروعات quot; الأساسية والحساسةquot; -- مثل وحدة كان يمكن ان تنتج عشرة كيلوجرامات من وقود البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صناعة قنابل سنويا -- مفقودة فيما يبدو وان ليبيا لا يمكنها تقديم تفسير لذلك.

وقال التقرير ان شبكة عبد القدير خان عملت في المانيا وايطاليا ولختنشتاين واسبانيا وسويسرا وتركيا وجنوب افريقيا والامارات العربية المتحدة وباكستان وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان. وتصميمات وحدات صناعة وإعادة معالجة الوقود القادرة على انتاج بلوتونيوم من تكنولوجيا المانية.

وقال التقرير ان quot;معظم المعلومات الحساسة الواردة من الشبكة موجودة في شكل الكتروني مما يساعد على سهولة الاستخدام. ويشمل هذا معلومات تتعلق ... بتصميم أسلحة نووية وهو الامر الذي يثير الانزعاج.quot; وأضاف التقرير ان تحقيقات وكالة الطاقة الذرية quot;اشارت الى ان كمية كبيرة من المواد الحساسة التي تتعلق بصنع سلاح نووي كانت متاحة لاعضاء الشبكةquot; ومن بينها وثيقة تتعلق بكيفية تحويل معدن اليورانيوم الى رؤوس حربية أكثر تقدما مما ورد في وثيقة ذات علاقة عثر عليها في ايران.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ليبيا بدأت السماح بعمليات تفتيش مفاجئة بعد ان تخلت عن طموحاتها للحصول على اسلحة نووية وسمحت للمفتشين بالوصول الى المواقع والاطلاع على الوثائق والاجتماع مع مسؤولين معنيين لاجراء مقابلات معهم quot;بسرعة ودون قيود.quot;

وساعد هذا وكالة الطاقة الذرية في ان تستخلص ان البيانات الليبية التي تنفي فيها انها شرعت في تطوير وحدات وقود أو مكونات أسلحة وتخزين أطنان المواد التي تشمل الوقود النووي المخصب يتفق مع النتائج التي توصلت اليها الوكالة.