تصاعدت الأزمة بين اللاعب الدولي محمد صلاح، واتحاد كرة القدم المصري، بسبب الحقوق الإعلانية وطلبه ضمانات بعدم تكرار المشاكل التي واجهت المنتخب في كأس العالم بروسيا. واتخذت الأزمة منحى سياسيًا، وطالب نواب في البرلمان بتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحلها.

تتصاعد أزمة نجم نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، واتحاد كرة القدم المصري، بسبب الحقوق الإعلانية للاعب، وطلبه ضمانات بعدم تكرار المشاكل التي واجهت المنتخب في كأس العالم بروسيا.

ويتهم اتحاد الكرة النجم المصري بالاستعلاء والسعي للحصول على امتيازات خاصة، ومنها توفير حراسة وطائرة خاصة، إلا أنه رد بالقول إنه يتعرض لحملة ممنهجة لتشويه وتخوينه، وإظهاره بمظهر الكاره لمصر والمتعالي على زملائه اللاعبين والجماهير، وأنه لم يطلب أية امتيازات أو مطالب شخصية.

وقال صلاح في مقطع فيديو بثه عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: "أسهل طريقة للتضليل هي تشويه المشكلة وتبسيطها وجعلها تبدو كأنها مشكلة شخصية".

&وأضاف أن ما يطلبه هو من أجل جميع اللاعبين ومن أجل راحتهم، مشيرا إلى أن ذلك نتيجة لما يشاهده ويتعامل معه خارج مصر ليكون في مصلحة جميع اللاعبين المصريين.

ولفت صلاح إلى أن مطالبته بوجود أمن للمنتخب ضرورية لحفظ النظام، مشيرا إلى مواجهته صعوبات خلال المعسكر الأخير للمنتخب منها صعوبة التحرك داخل الفندق بسبب الإقبال الجماهيري، واضطراره للنوم في الساعة السادسة صباحا.

&ورفض صلاح التشكيك في وطنيته، مؤكدا على حبه الكبير لمصر، مشددًا على أنه لا يطلب تمييزا في المعاملة عن بقية اللاعبين وإن الأمن يجب أن يكون متوفرا لجميع لاعبي المنتخب. وقال إنه أرسل العديد من الخطابات إلى اتحاد الكرة دون رد.

ونشر مقطع فيديو ويظهر صلاح، محاصرًا بعدد كبير من الجماهير المصرية الراغبة في الفندق أثناء المونديال في روسيا، وتلتقط الجماهير صورًا بالهواتف الذكية، بينما لا يستطيع هو التحرك.

ويقول أحد أحد المعجبين في الفيديو، أنه يتمنى لصلاح التوفيق في "مباراة اليوم"، مما يؤشر على أنه التقط قبل إحدي مباريات المنتخب المصري في كأس العالم بروسيا.

فضيحة ورضوخ

ووصف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو بـ"الفضيحة"، مؤكدين أنه يعتبر دليلًا على صحة ما جاء في تصريحات محمد صلاح، حول عدم حصوله على القسط الكافي من الراحة في معسكر المنتخب، الذي من المفترض أن يكون مغلقا، حتى يتمكن من الأداء المطلوب وتحقيق الفوز.

واضطر اتحاد الكرة للرضوخ لطلبات صلاح، وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، أحمد مجاهد، إن "الاتحاد ليس لديه أي غضاضة في تنفيذ كل ما هو في صالح الفريق ككل، وهو ما يتفق مع النهج الذي يتبعه المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد في إشرافه على المنتخبات الوطنية عبر أعوام عديدة، لم يرفض خلالها طلبا للاعب أو فريق في حدود ما تنص عليه اللوائح والقوانين الحاكمة، وبما لا يعود بأي مخالفات مالية من الجهات الرقابية كالالتزام بالدرجة السياحية في سفر اللاعبين الذي يتطلب تعديلا في القوانين، وهو ما يدعو لمخاطبة وزارة الرياضة في هذا الشأن".

وأضاف مجاهد أن هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها الاتحاد هذه الطلبات، بلغة محترمة وراقية كما جاءت على لسان نجم المنتخب، مشددا على أن قيمة هذه الطلبات المادية لا تذكر بجانب ما ينفقه اتحاد الكرة على المنتخب الأول، وأن الأمر فعليا لم يكن يحتاج الخطابات، حيث إن الاتحاد وضع مراجعة شاملة لكل سلبيات المرحلة السابقة ومن ضمنها التأمين الشامل لكل أفراد المنتخب على حد السواء.

&وقال مجاهد: رغم ترحيب الاتحاد بطلبات محمد صلاح التي أعلنها بنفسه في تصريحاته ورسالته المصورة فقط، فإن الاتحاد يجدد رفضه لبقية الطلبات التي نصر على أنها غير منطقية، والتي جاءت في الخطاب الذي أرسله محامى ووكيل أعمال صلاح، ويعلن بكل وضوح تمسكه الشديد بكل حقوقه التجارية التي وفرها له الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولن يتنازل عن أي منها تحت أي ظرف من الظروف، أولاً لأنها حقوقه ولا يملك المجلس الحالي أو أي مجلس التنازل عنها، وهذا هو الأهم، وثانيا ومن باب المعرفة، فحصيلة هذه الحقوق هي التي تنفق على نشاط كرة القدم في مصر بكل أشكاله وأنواعه، من مسابقاته الكبرى، وحتى توفير النشاط في أصغر العزب والكفور في كل أنحاء البلاد، كلما أمكنه ذلك، ورعاية شباب مصر كافة، الطامحين في التألق عبر هذا النشاط والذي كان محمد صلاح واحداً منهم قبل سنوات قليلة".

حصانة الاتحاد

واتخذت الأزمة بين اللاعب الدولي محمد صلاح واتخاد الكرة منحى سياسيًا، ووصل صداها إلى البرلمان، وانتقد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، تصرفات اتحاد كرة القدم المصري تجاه اللاعب الدولي محمد صلاح، مطالبًا الاتحاد بالاستقالة في ظل الأزمات المتلاحقة.

وقال رضوان، في تصريحات له تلقتها "إيلاف": "بعيدًا عن أن اللاعب محمد صلاح والذي أصبح أيقونة الأمل للمصريين والعرب، ما يمنحه تعاطفًا مع أي موقف، إلا أن اتحاد الكرة المصري الذي يستمد حصانته وقوته من الاتحاد الدولي لكرة القدم &أصبح عبئًا ليس فقط على محمد صلاح بل على الدولة بالكامل".

وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية، أن الفشل المدوي الذي تعامل به الاتحاد في إدارة ملف مصر في كأس العالم، ما هو إلا انعكاس بسيط لحالة من التردي الإداري الذي وصلنا إليه.

وتساءل: "هل يستقيم التعامل مع ملف محمد صلاح بصفة خاصة وملف كأس العالم بصفة عامة بهذه الطريقة؟ والتي لا ترتقي إلا لمستوى الردح"

وتابع: "تناسى المسئولون في هذا الاتحاد أصلًا أنهم مسئولون وعليهم واجبات، وكذلك مسئوليات ليس فقط تجاه لاعبين ولكن تجاه دولة".

وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن هذا الاتحاد استمد قوته من الاتحاد الدولي وفقد شرعيته في الدولة المصرية، موجهًا حديثه لاتحاد الكرة: "استقيلوا وارحموا مصر".

خطة لحل الأزمة

بينما تقدم النائب شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بسؤال من خلال مجلس النواب لتوجيهه للدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، حول خطة الوزارة لحل أزمة اتحاد الكرة مع نجم المنتخب المصري محمد صلاح.

وقال "الورداني"، في سؤاله البرلماني الذي حصلت إيلاف على نسخة منه، إن محمد صلاح نجم كبير ومحترف، ومن المهم أن تتدخل الوزارة لحل الأزمة، والحفاظ عليه ضمن لاعبين المنتخب، لافتًا إلى أنه من الضروري العمل من أجل إتاحة الإمكانات اللازمة لتطوير الرياضة في مصر.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن اتحاد الكرة باعتباره جهة رسمية في الدولة، بحاجة إلى مراجعة مواقفه وجهوده بشأن الكرة في مصر، إضافة إلى سياسته في التعامل مع لاعبي المنتخب، وكذلك كافة رياضيين كرة القدم في مصر.

وشدد النائب، على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي أهمية كبيرة لملف الرياضة في مصر، ويوجه بالعمل من أجل تحسين أوضاعه، وتدخل الوزارة لحل هذه الأزمة ضرورة لتصدير صورة مصر الحقيقية للتعامل مع اللاعبين المحترفين على المستوى الدولي.

في بريطانيا، تتوقع الصحف الإنجيلزية اعتزال محمد صلاح اللعب الدولي، وكفت صحيفة "ذي صن"، أن "صلاح قد يعتزل دوليًا إذا لم يتم حل أزمته مع اتحاد الكرة، وقالت إن الأمور إذا لم تجد طريقها للحل بشكل سريع فقد يؤثر ذلك على استدعاء صلاح الشهر المقبل لخوض مباراة أمام النيجر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2019.

وقالت صحيفة "ديلى ميل" إن صلاح يتهم اتحاد الكرة بتجاهل الشكاوى المتعلقة بحقوق الصور، مشيرة إلى أنه أعاد إحياء نزاعه مع الاتحاد المصري واتهمهم بتجاهل شكواه بشأن حقوق الصور.

وأضافت الصحيفة أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، مشيرة إلى أن اللاعب اعترض مسبقًا على استخدام صورته لصالح إحدى الوكالات الإعلانية بدون الحصول على إذن شخصي منه، الأمر الذي أضر بمصلحة اللاعب الشخصية.

شاهد الفيديو: