الفكرة جديدة و نظرة المجتمع مختلفة
نوال.. أول مدربة طيران في الأردن
عصام المجالي من عمّان:الشباب قادر على النجاح والتميز في مجال الاستثمار وإنشاء المشاريع الإنتاجية التي توفر فرص العمل وتساهم في تحقيق التنمية المحلية المستدامة، فكل مشروع من هذه المشاريع هو قصة نجاح وهو عمل ريادي سنعمل على نشره وتعميمه ليشكل نموذجا يحتذى به من كافة الشباب والفتيات الذين يتوقون إلى تحسين ظروفهم وظروف أسرهم المعيشية والاقتصادية.
مشاريع إنتاجية بادر إلى إنشائها شباب وشابات من مختلف مناطق الأردن بمساعدة برنامج quot;إرادةquot; والذي يمثل أحد المكونات الرئيسة لبرنامج تعزيز الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية والذي تموله وتشرف على تنفيذه وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
نوال القبابعة فتاة عملت منذ عام 1996 في أكاديمية الطيران وتقدمت في عملها حيث أصبحت مفتشة عمليات جوية بعد عام واحد ولتنتقل إلى الأجنحة الملكية في عام 1998 ولتصبح مدربة طيران في عام 2000 ولتكون أول فتاة تحصل على هذا التخصص وتعمل به في الأردن.
وقالت القبابعة لـ إيلاف قمت بمراجعة quot;إرادةquot; وكانت فكرتي ودافعي قوياً لإنشاء أكاديمية طيران خاصة وعلمت أن تحدياتي كبيرة حيث قدمت لي إرادة دراسة جدوى للمشروع وكانت الفكرة مبهمة حيث إن الفكرة المطروحة ريادية وجديدة ودار الجدل حول إمكانية الحصول على الموافقة قانونياً ، إلى أن تم الحصول على الموافقات القانونية في عام 2005.
وقامت quot;إرادةquot; بتقديم دراسة جدوى محدثة حسب المعطيات الجديدة وكانت التحديات كبيرة حيث إن الفكرة جديدة و نظرة المجتمع مختلفة إلى المرأة وبدأت بتمويل شخصي يقدر بـ 40 ألف دينار حيث بدأت العمل بـ quot;أكاديمية الأردن الجويةquot; وعمل معي 4 موظفين والتحق بالأكاديمية 20 طالباً قدمت إرادة خلالها دورات متعددة في مجال المحاسبة ومسك الدفاتر والتسويق والمبيعات ومهارات الاتصال. وتحقق النجاح رغم الصعوبات وقد ملكت الإصرار والمثابرة حيث كان الإحساس لدي بإدارة مشروع وطني استقطب الطلاب من العديد من الدول العربية.

وتابعت العمل وقد زاد الإصرار على التقدم والتحق العديد من الطلاب بالأكاديمية في برنامج التدريب quot;زمالهquot; بالتنسيق مع إرادة ، إلى أن استطاعت الأكاديمية تحقيق العديد من الانجازات حيث يعمل فيها حالياً 20 موظفاً وتضم 80 طالباً وليرتفع رأسمال المشروع إلى 310 آلاف دينار في مدة قصيرة لا تتجاوز العامين.
تبنت الحكومة الأردنية quot;التمكينquot; فلسفة وأسلوب عمل في تنفيذ برنامج تعزيز الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية بمختلف عناصره ومكوناته والتي من ضمنها برنامج quot;إرادةquot;. وتعمل انطلاقا من إيماننا بأن الإنسان الأردني هو إنسان مبدع، وهو قادر على تحسين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، إذا ما تم تزويده بالأدوات والإمكانيات اللازمة لذلك، فقد قامت وزارة التخطيط بالتعاون مع كافة الجهات المنفذة لهذا البرنامج على تكريس هذا النهج وترجمته عمليا في كافة المشاريع والأنشطة التي تنفذ لخدمة فئاتها المستهدفة بمختلف مستوياتها، أفرادا ومنظمات أهلية ومجتمعات محلية.
يقوم برنامج quot;إرادةquot; بالعمل على تنمية الروح الريادية ونشر الثقافة الاستثمارية وتشجيع الأفراد وحفزهم على إنشاء مشاريعهم الإنتاجية المدرة للدخل كأسلوب ناجع لتحسين ظروفهم الاقتصادية، وذلك من خلال تقديم مختلف الخدمات الاستشارية والتدريبية لهم ومساعدتهم على اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح وتطوير مهاراتهم وقدراتهم الفنية والإدارية والتي من شأنها تعظيم فرص نجاح المشاريع، وذلك من خلال (22) مركزا رئيسا و(10) مكاتب فرعية منتشرة في كافة أنحاء المملكة، وقد ساهم هذا البرنامج ومنذ إطلاقه في عام 2002 إلى المساعدة في إنشاء أو توسعة أكثر من (3500) مشروع عملت على توفير ما يزيد عن (11) ألف فرصة عمل.
وحيث إن عملية التسويق لمنتجات هذه المشاريع الإنتاجية هي إحدى المتطلبات الأساسية والمهمة للنجاح والاستدامة، يجري التعاون حاليا مع المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى لتسويق منتجات هذه المشاريع من خلال الأسواق الاستهلاكية لجمعيات المتقاعدين العسكريين التعاونية، حيث سيساهم هذا المعرض في التشبيك بين أصحاب المشاريع الإنتاجية وبين هذه الأسواق.
.