إيلاف من دبي: أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من خبراء التغذية والباحثين الطبيين في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد أن الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون قد يلعب دورًا هامًا في تقليل خطر الإصابة بالخرف.ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "JAMA Network Open". وتناولت الدراسة تحليل بيانات آلاف الأشخاص المدرجين في قاعدتي بيانات صحيتين كبيرتين.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تناولوا ما لا يقل عن 7 غرامات من زيت الزيتون يوميًا كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب الأمراض المرتبطة بالخرف بنسبة 28٪.

وركز الباحثون على دور زيت الزيتون بشكل خاص، وخلصوا إلى أنه قد يكون أحد العوامل الرئيسية التي تُساهم في فوائد حمية البحر الأبيض المتوسط فيما يتعلق بالصحة العقلية.

ودرس الباحثون بيانات المرضى والتي تشمل أكثر من 60 ألف امرأة مدرجة في دراسة صحة الممرضات وأكثر من 31 ألف رجل مدرجين في دراسة متابعة المهنيين الصحيين. وتتضمن كلتا قاعدتي البيانات معلومات تاريخية، تتابع المرضى لمدة تصل إلى 30 عاما. كما أنها تتضمن بيانات تتعلق بسبب الوفاة.
ووجد الباحثون أن 4751 من أصل 92383 مريضا مدرجين في قاعدتي البيانات توفوا لأسباب مرتبطة بالخرف. وبمقارنة معلومات النظام الغذائي، وجدوا أن أولئك الذين تناولوا ما لا يقل عن نصف ملعقة صغيرة من زيت الزيتون يوميا على مدار سنوات الدراسة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 28% بسبب الأمراض المرتبطة بتطور الخرف.

وأشار فريق البحث أيضا إلى أن العديد من المشاركين الموجودين في قواعد البيانات والذين استهلكوا زيت الزيتون بشكل يومي على مدار سنوات عديدة قد فعلوا ذلك عن طريق استخدامه ليحل محل الزبدة والمايونيز والزيوت النباتية الأخرى في الطبخ والصلصات. وبالتالي، تناول هؤلاء الأشخاص كميات أقل من تلك المنتجات الأخرى، ما قد يكون له أيضا تأثير على معدلات الخرف الذي لم يتمكن العلماء حتى الآن من تطوير علاجات له أو حتى تأخير أعراضه.

وتُعزّز هذه النتائج الأبحاث السابقة التي تشير إلى فوائد اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تركز على تناول البقوليات والخضروات والمكسرات والأسماك ومنتجات الألبان وزيت الزيتون.

لماذا زيت الزيتون؟
يُعتقد أن زيت الزيتون غني بمضادات الأكسدة التي تُساعد على حماية الدماغ من الالتهابات، والتي تُعدّ أحد العوامل الرئيسية التي تُساهم في الإصابة بالخرف.

وإلى جانب ذلك، يقلل زيت الزيتون من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، ويُساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي، ويُعزّز امتصاص العناصر الغذائية، ويُقلّل من خطر الإصابة بالإمساك.

ويُساهم زيت الزيتون في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع مستويات الكوليسترول المفيد (HDL)، كما يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

خطوة نحو الوقاية من الخرف
على الرغم من عدم وجود علاجات نهائية للخرف حتى الآن، تُقدم هذه الدراسة أملًا جديدًا في مجال الوقاية من هذا المرض المُنهك.
وتُشير النتائج إلى أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على زيت الزيتون، قد يُساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالخرف.