يواجه تشكيل الحكومة الجديدة في مصر تعثرًا أدى إلى تأجيل الإعلان عن التشكيل النهائي إلى الخميس القادم. في حين يرى خبير دستوري أنّ البلاد تعيش أسوأ مرحلة تاريخية منذ عهد الفراعنة لأن كل الوعود كانت كاذبة.


القاهرة: أكد الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش، أن مصر تواجه مصيرًا مجهولاً، موضحاً أن استفتاء 30 آذار/مارس 2011 على الإعلان الدستوري كان خطأ والقوانين التي تمت على أثرها كانت خطأ، فيما يواجه تشكيل الحكومة الجديدة تعثرًا أدى إلى تأجيل الإعلان عن التشكيل النهائي إلى الخميس القادم.

وأشار الفقيه الدستوري المعروف إلى أن quot;الإخوان المسلمينquot; لم ينزلوا إلى ميدان التحرير والمشاركة في الثورة إلا في يوم 2 شباط/فبراير بعد تأكدهم من نجاحها وتحوّل مطالبها بالتغيير إلى المطالبة بإسقاط النظام.

واعتبر درويش في تصريحات نقلتها quot;أنباء موسكوquot; أن ما حدث هو استيلاء على الثورة ولابد من قيام quot;ثورة جديدةquot; لتصحيح الأوضاع لأننا أمام أسوأ مرحلة تاريخية منذ عهد الفراعنة لأن كل الوعود كانت كاذبة.

في غضون ذلك، يواجه تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة هشام قنديل صعوبات، تسببت في تأجيل الإعلان عن الحقائب الوزارية المختلفة.

فقد اعتذر عدد من الشخصيات المرشحة للمرة الاولى، إلى جانب تلك التي تشغل مناصب وزارية في حكومة الدكتور الجنزوري، منهم وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا، والتي أعلنت أنها لن تعمل في حكومة quot;الأخوانquot; الجديدة، ووزير السياحة منير فخري عبد النور الذي اعتذر عن الاستمرار بعد قرار حزب quot;الوفدquot; عدم المشاركة في الحكومة.

الرئيس المصري محمد مرسي يؤدي الصلاة في مسجد في الفيّوم الجمعة الماضي

كذلك يواجه رئيس الحكومة المكلف خلافات حول الوزارات السيادية الدفاع والمالية والداخلية، إلى جانب وزارة الإعلام التي رفض عدد من المرشحين تولي حقيبتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى استمرار الوزير الحالي، أو إلى إلغاء الوزارة وتحويلها إلى هيئة.

إلى ذلك، نفى رئيس الوزراء المكلف ما يثار من أنباء عن تخصيص نسب محددة من الحقائب الوزارية للأحزاب والقوى السياسية، مشيرًا إلى أن التشكيل الجديد للوزارة يجري بالتنسيق الكامل والمستمر مع رئيس الجمهورية، مؤكداً أن الحكومة الجديدة سيتم الإعلان عنها الخميس القادم.

وكان وزير السياحة المصري، منير فخري عبد النور، قد أعلن السبت عن انضمامه إلى التشكيلة الوزارية الجديدة لتولي حقيبة السياحة، في الحكومة التي يسعى هشام قنديل جاهدًا لتشكيلها في وقت قصير.

وجاء في تقرير نشر على موقع التلفزيون المصري، أن عبد النور، عبر في وقت سابق لعدد من المسؤولين عن عدم رغبته بالاستمرار في منصبه حتى قبل تسمية رئيس الوزراء الجديد، مكتفيًا بالفترة التي قضاها في الوزارة.

ونقل التقرير على لسان عبد النور في تصريح، السبت quot;إن المسؤولين طلبوا منه بالفعل ترشيح أسماء بديلة له لقيادة وزارة السياحة في المرحلة المقبلة وقام بالفعل بترشيح اسمين لتولي حقيبة السياحة بدلاً منهquot;.

وشدد عبد النور على ضرورة الاهتمام بقطاع السياحة وتوفير كل سبل النجاح له حتى يتمكن من الانطلاق في المرحلة المقبلة والعودة إلى المعدلات المتميزة التي تضع مصر فى مكانتها الصحيحة، مشيرًا إلى أن السياحة هي المحرك الأساسي لإنجاح الاقتصاد المصري لما لها من دور في الدخل القومي ودخل مصر من العملات الأجنبية.

وأعرب عبد النور عن تمنياته لرئيس الوزراء الجديد هشام قنديل أن يتمكن من تشكيل حكومة وطنية متناغمة تتمكن من النجاح في المرحلة المقبلة التي تكون أولى علامات النجاح فيها التناغم والتوافق.

وقال رئيس الوزراء هشام قنديل في بيان اوردته وكالة انباء الشرق الاوسط والتلفزيون المصري إنه سيعلن تشكيلة حكومته في صورتها النهائية يوم الخميس المقبل.

واضاف أنه اطلع مرسي على اجتماعاته مع المرشحين المحتملين.

وكان وزير الري والموارد المائية السابق قد عين رئيسًا للوزراء الاسبوع الماضي رغم مخاوف من أنه ربما لا يتمتع بالخبرة السياسية أو الاقتصادية الكافية للمنصب.

ويسلط الوقت الذي استغرقه مرسي لتعيين رئيس وزرائه الضوء على مدى الصعوبة التي تلاقيها مصر في تحويل الحريات السياسية الجديدة الى حكومة فاعلة في اعقاب الاطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية قبل عام ونصف.

ويسعى مرسي -وهو سياسي ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين واول رئيس مدني منتخب في انتخابات حرة- لفرض سلطته على دولة لا يزال الجيش الذي تسلم السلطة من مبارك يتمتع فيها بنفوذ هائل.

وقال قنديل إن مرسي على اتصال مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة بشأن اختيار وزير جديد للدفاع وهو منصب يشغله المشير حسين طنطاوي منذ 20 عامًا.