بيروت:تمكن مقاتلو المعارضة السورية من احراز تقدم في مدينة دير الزور في شرق البلاد اثر معارك عنيفة سجلت الليلة الماضية مع القوات النظامية، وتخللها quot;اعدامquot; جبهة النصرة لعشرة جنود نظاميين اسرى، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.

وافاد المرصد قبل ظهر اليوم عن غارتين جويتين نفذهما النظام على مناطق في مدينة دير الزور، في وقت تتواصل الاشتباكات في عدد من احيائها.

وكان اشار الى quot;اشتباكات ليل أمس بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية في أحياء عدة بمدينة دير الزور، ومعلومات أولية عن سيطرة مقاتلي الكتائب على كلية الآداب القريبة من حي الرشديةquot; والتي كانت تحت سيطرة القوات النظامية.

وذكر المرصد ان quot;جبهة النصرة اقدمت على اعدام عشرة عناصر من القوات النظامية بعد ان أسرتهم خلال الاشتباكات في حي الرشديةquot;.

وقتل امس الخميس اللواء في الاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع في دير الزور، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري والمرصد.

وقال التلفزيون ان quot;اللواء الركن جامع جامع استشهد أثناء تأديته مهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته الإرهابيين بدير الزورquot;.

واوضح المرصد انه quot;قتل اثر إصابته برصاص قناص في حي الرشدية خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء +الفاتحون من أرض الشام+ من طرف، والقوات النظامية من طرف آخرquot;.

وكان جامع يشغل منصب رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور.

وكان جامع جامع مسؤولا امنيا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري فيه (1976- 2005). واستجوبته لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير في بيروت في شباط/فبراير 2005 وجهت اصابع الاتهام فيه الى دمشق.

وبدأت الاشتباكات في دير الزور بتفجير عربتين مفخختين قبل ثلاثة أيام في حي الرشدية حيث تتواجد القوات النظامية بكثافة.

وتتقاسم السيطرة على مدينة دير الزور المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام والقوات النظامية مع ارجحية لهذه الاخيرة، بينما الوضع معكوس في سائر انحاء المحافظة الحدودية مع العراق والمعروفة بآبارها النفطية.

في مدينة حلب (شمال)، تتواصل المعارك منذ يومين في محيط السجن المركزي بين المجموعات المقاتلة التي تحاصر السجن منذ شهر نيسان/ابريل وبينها جهاديون، والقوات النظامية.

وقال المرصد ان اشتباكات متقطعة تدور اليوم بين quot;مقاتلين من حركة احرار الشام وجبهة النصرة من طرف والقوات النظامية من طرف آخر داخل اسوار السجنquot;، بعد انسحاب المقاتلين المعارضين من مبنيين اثنين تمكنوا من السيطرة عليهما امس.

وقال المرصد في رسائل الكترونية متتالية ان quot;مقاتلي جبهة النصرة وأحرار الشام انسحبوا من مبنى قيد الإنشاء داخل أسوار السجن المركزي ومن مبنى رئيسي آخر كانوا قد سيطروا عليهما عقب اشتباكات عنيفة بدأت ظهر الاربعاء واستمرت حتى ما بعد منتصف الليل الماضيquot;.

واندلعت المعارك ظهر الاربعاء عقب تفجير عنصرين من جبهة النصرة نفسيهما داخل اسوار السجن في متاريس للقوات النظامية، ما ادى الى مقتل سبعة جنود على الاقل، بحسب المرصد.

ويقصف الطيران الحربي اليوم بالصواريخ والاسلحة الرشاشة مواقع المقاتلين في محيط السجن.

في المقابل، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; ان وحدات الجيش quot;قضت على مجموعات ارهابية مسلحة حاولت الاعتداء على سجن حلب المركزيquot;.

ويعاني السجن من اوضاع صعبة نتيجة حصار مقاتلي المعارضة المستمر منذ اشهر، ويستقدم النظام لقواته المتحصنة داخله الامدادات اجمالا عبر الطائرات التي تقوم بالقائها من الجو.

وتقول المعارضة ان السجن يضم خصوصا معتقلين معارضين وجنودا منشقين يتعرضون للتجويع وللتعذيب.

ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تقرير نشر في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر السجن بـ quot;غرف انتظار الموتquot;.

وقال التقرير الذي استند الى quot;شهادات سجناء ما زالوا إلى اليوم في السجنquot; والى ذوي الضحايا ونشطاء وتقارير منظمات حقوق الإنسان، ان quot;السجن أصبح معقلاً للجيش والشبيحة (...) قتل فيه وأعدم ما يقارب الـ150 سجينا بالرصاص أو بالتعذيب، كما مات فيه عشرات المرضى لقلة الدواء والغذاءquot;.

واضاف انه تم منذ عام quot;اغلاق الغرفquot; في السجن وquot;ومنع الزيارات والتنفس وفرض قوانين غاية في الصعوبة وزيادة وتيرة التعذيبquot;.