لم يعمّر الهدوء في طرابلس شمال لبنان كثيراً، فمساء الأربعاء عاد التراشق بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن بالاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وسط تبادل القنص بين المنطقتين لا سيما في شارع سوريا الفاصل بينهما.

بيروت:العوامل التي من شأنها إعادة التفجير ما زالت موجودة، ولم تتخذ الدولة الإجراءات الكافية لمعالجتها. لكن البارز في الأمر معلومات تفيد بأن جهة لبنانية موالية للنظام السوري هددت باستهداف مناطق واسعة من بيروت في حال اشتداد العمليات العسكرية ضد جبل محسن في أي وقت. كما أن النظام السوري أخبر السلطات اللبنانية المعنية بأنه جاهز للتدخل عسكرياً لحماية العلويين في جبل محسن، وبالتالي فإن هذا الواقع يجعل من مهمة الجيش اللبناني شبه مستحيلة.
وتؤكد الأوساط الطرابلسية أن الجيش اللبناني يحتاج إلى غطاء سياسي يمكنه من اتخاذ إجراءات حاسمة. وتتوافق هذه الأوساط على أن هذا الغطاء لم يتأمن.
مصادر أمنية شرحت لـquot;إيلافquot; أن الأمور ليست بالسهولة التي يتصورها الناس وأن عمل الجيش دونه معوقات على الأرض، لافتة إلى أن الصورة الواقعية تشير بشكل واضح إلى أن الجيش استكمل انتشاره على الأرض في طرابلس وتحديداً في مناطق الاشتباكات.
إلا أن الأوساط الطرابلسية تأخذ على الجيش أنه ينتشر بشكل غير متساوٍ، لافتة إلى أن وحدات الجيش تنتشر كل مرة في أحياء باب التبانة وتجري عمليات دهم واسعة وفي المقابل فهي لا تنتشر إلا عند مداخل جبل محسن، ولا تداهم بالشكل المطلوب في حين أنها تعرف أسماء المسلحين هناك بالشخص.
المصدر الأمني يرد هذا الكلام لأسباب عدة منها أن للجيش ثكنة كبيرة في جبل محسن، لذلك فهو يكثف إنتشاره في باب التبانة وامتدادها. ويشرح أن الجيش يمارس سياسة النأي بالنفس نوعاً ما في مناطق الاشتباكات، فالجيش يرد على مصادر النيران لكن ليس بشكل مباشر خوفاً من إيقاع أعداد كبيرة من الضحاياquot;.
وكشف لـquot;إيلافquot; أن عدم توسيع رقعة انتشار الجيش في جبل محسن مرتبط هناك بتهديد جدي مفاده أن أي قصف شديد لمنطقة جبل محسن أو إذا ما دخلها مسلحون لتنفيذ عملية عسكرية، فإن مناطق واسعة من العاصمة بيروت ستكون في خطر.
وأكد المصدر أن قيادة الجيش تبلغت هذه المعادلة، ولذلك فإن الجيش عندما ينفذ انتشاراً أمنيا في المنطقة فإنه يعمد إلى البقاء حول منطقة جبل محسن وخارجها لمنع المسلّحين في المنطقة المقابلة من دخولها لأن ارتدادات أي عملية ستكون وخيمة وستنسحب ارتداداتها إلى خارج طرابلس.
وتحدث عن أن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أبلغوا قادة لبنانيين أن quot;جبل محسن خط أحمرquot; لا يجوز السماح بالاقتراب منه، وأن الجيش السوري النظامي لن يتردد في التدخل المباشر لمصلحة جبل محسن إذا ما اشتد القصف في أوقات الاشتباكات على الجبل.
وشرح أن جبل محسن quot;مطوّقquot; من ثلاث جهات: شمالا لجهة منطقة البقّار والقبة يميناً من ناحية مخيم البداوي، ومن الجنوب:حيث منطقة باب التبانة والملولة. ويوضح أن هناك منفذا واحدا لجبل محسن من جهة الشرق، حيث يمكن الوصول إلى مناطق نفوذ الوزير سليمان فرنجية التي لن تتأخر في إمداد الجبل بالدعم والسلاح.