تطور الوضع في القصير مع نجاح مقاتلي لواء التوحيد الآتين من حلب من فتح ثغرة في الطوق المحكم حول القصير، في بلدة شمسين، ودخولهم إلى المدينة. إلا أن نتائج هذا الأمر غير معروفة بعد.


بيروت: شهدت مدينة القصير في الساعات القليلة الماضية تطورات مفاجئة، من دون أن يتأكد مقدار تأثيرها على الحرب الضروس، التي يشنها الجيش السوري النظامي وعناصر النخبة في حزب الله على المدنية المحاصرة.

فبعدما نشر لواء التوحيد شريط فيديو لمقاتليه يقصفون مواقع عسكرية لحزب الله في الهرمل اللبنانية، بحسب زعمهم، قال المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون سوريونإن مقاتلين سوريين من لواء التوحيد الذي أتى من حلب لنجدة المدينة المحاصرة تمكنوا من فتح ثغرة في الطوق المضروب حولها، والدخول إليها، بعد معارك تميزت بعنفها الشديد. وقال المرصد إن تأثير هذه الخطوة على سير المعارك الدائرة هناك غير معروف بعد.

اخترقوا الحصار

أكد جورج صبرا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالانابة، ذلك اليوم في اسطنبول، إذ قال إن ألف مقاتل من كل انحاء سوريا نجحوا في دخول القصير، التي كان مقاتلو حزب الله احكموا الطوق عليها خلال اليومين الماضيين، بمساعدة الجيش السوري النظامي.

وقال هادي العبد لله، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، إن الأعداد التي دخلت من لواء التوحيد يقدرون بالعشرات حتى الآن، لكنه أشار إلى أن الحصار على المدينة لا يزال قائمًا. وأضاف: quot;فشل الثوار في إخراح جرحى لعلاجهم خارج المدينة، فقد استهدفهم القصف وأدى إلى مقتل عدد منهمquot;.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن، إن مئات المقاتلين تمكنوا من فتح ثغرة لجهة بلدة شمسين شمال شرق القصير، ونفذوا منها إلى داخل المدينة.

عملية التفاف

وروى عبد الرحمن أن مجموعة من طليعة القوة المقاتلة الآتية لنجدة القصير وقعت في كمين للجيش النظامي وحزب الله في شمسين الخميس، فتكبد الثوار أحد عشر مقاتلًا، quot;وبينما ساد الاعتقاد للوهلة الاولى أن المقاتلين الآخرين انسحبوا، تبين لمقاتلي حزب الله أنهم قاموا بعملية التفاف حول البلدة، وعادوا ليدخلوا المدينة من الموقع نفسه، بعد اشتباك ضارٍquot;.

وعلى صفحة لواء التوحيد على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي، اعلن اللواء المدعوم من الاخوان المسلمين وصول مجاهديه إلى داخل مدينة القصير، من دون الادلاء بأية تفاصيل إضافية.

يقول مراقبون إن هذا قد يرفع من منسوب الثقة في الثوار المدافعين عن المدينة، ويعزز قدراتهم القتالية، خصوصًا أن لواء التوحيد يعد من أكثر الألوية المحاربة في سوريا تنظيمًا وتسليحًا وتدريبًا وتصميمًا على القتال، وأنه اكتسب خبرات قتالية عالية خلال نحو عامين من الاشتباكات الضارية والمستمرة مع الجيش النظامي والشبيحة في حلب وريفها.

غير أن عبد الرحمن لا يشاطرهم هذا الرأي حتى الآن، وقال: quot;لم تكن المشكلة يومًا في عدد المقاتلين، انما في نوعية السلاح الذي تحتاجه كتائب الثوار لمواجهة القوة النارية الهائلة التي تتعرض لها من الجيش السوري النظامي وحزب اللهquot;.

بازار أرقام

كان الائتلاف السوري المعارض أعلن رفضه المشاركة في أي مؤتمر للحوار في ظل استمرار القصف على القصير ووجود قوات من إيران وحزب الله في سوريا.

وعلى الرغم من أن مسألة وجود عناصر غير سورية مشاركة في الحرب بسوريا أثار الكثير من التحفظات، إلا أن وجود عناصر لبنانية تابعة لحزب الله على معظم الجبهات السورية اليوم لم يكن سببًا لهذا الاعتراض. فجريدة الديار اللبنانية، التي تصنف نفسها قريبة مما يسمى بخط الممانعة في المنطقة، قالت اليوم إن اكثر من 11 ألف أصولي إسلامي وصلوا إلى القصير وبدأوا القتال هناك، ومنهم نحو ألفي شاب من طرابلس اللبنانية.

ويستمر بازار الأرقام في التصاعد، من الجانبين. فعلى الرغم من التأكيدات أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف الثورة السورية مبالغ فيه كثيرًا، لتوظيف المسألة في خدمة المؤامرة الكونية التي تستهدف نظام بشار الأسد، يستمر هذا النظام في رفع العدد.

وكذلك، يقول معرضون إن عشرات آلاف مقاتلي حزب الله موجودون في سوريا، وخصوصًا في القصير وحمص والسيدة زينب ومناطق في ريف دمشق ودرعا، بينما قال وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس الأربعاء إن ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف من عناصر حزب الله يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات الأسد.