على الرغم من أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون لم تعلن رسميًا عن رغبتها في الترشح لانتخابات الرئاسة، إلا أن الشارع الأميركي والمحيطين بها يتعاملون مع الحال وكأنّها أطلقت حملتها الانتخابية بالفعل.


نصر المجالي: كشف استطلاع للرأي، أجرته صحيفة quot;واشنطن بوستquot; وشبكة quot;إيه بي سيquot; الأميركيتان، أن غالبية الناخبين في البلاد تفضل ترشح وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة عام 2016، عن أي مرشح ديمقراطي محتمل آخر.

وتتصدر هيلاري (66 عامًا)، وهي زوجة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، معظم استطلاعات الرأي بين الناخبين الديمقراطيين. ورفضت كلينتون بصورة قاطعة الإفصاح عن نيتها خوض انتخابات الرئاسة، إلا أنها تظهر في مناسبات منتقاة بعناية في شتى أرجاء البلاد، وتقوم بتأليف كتاب.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الجديد أن كلينتون حصلت على 72 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع، بينما حصل نائب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن على 12 بالمئة، والسيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارين على 8 بالمئة فقط.

أكبر تقدم
وقالت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; إن تفوق هيلاري في الاستطلاع هو أكبر تقدم يحرزه أي مرشح محتمل في استطلاعات الرأي على مدى الثلاثين عامًا الماضية.

أضافت الصحيفة أن الاستطلاع أظهر أن السيدة الأولى السابقة هيلاري تتمتع بشعبية بين الناخبين الأميركيين، بالرغم من اختلافاتهم من حيث التوجه الأيديولوجي والجنس والعرق والطبقة الاجتماعية.

إلى ذلك، فإنه على الرغم من أنها لم تعلن رسميًا عن رغبتها في الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، إلا أن الأوساط السياسية التي تحيط بوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أطلقت حملتها الانتخابية بالفعل. وحظيت كلينتون باهتمام بالغ في وسائل الإعلام الأميركية منذ فترة طويلة كمرشحة ديموقراطية محتملة خلفًا للرئيس باراك أوباما، الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة بعد حوالى عامين وتسعة أشهر.

إعلان انتخابي
وحسب تقرير لقناة quot;الحرةquot; الأميركية، ظهرت صورة كلينتون أخيرًا على غلاف quot;نيويورك تايمز ماغازينquot;، وهو إعلان لمصلحة كلينتون، أطلقته جماعة Priorities USA Action إيذانًا بحملتها الانتخابية مبكرًا، ولو بشكل غير رسمي.

وقد أثنى نيل مريل المتحدث باسم كلينتون بموقف هذه الجماعة السياسية المستقلة وحماستها لدعم كلينتون، إلا أنه أكد أنها لم تتخذ قرارًا بعد بشأن الترشح، وأنها لن تتسرع في ذلك.

وأعلنت الجماعة، التي لعبت دورًا أساسيًا في إعادة انتخاب باراك أوباما رئيسًا في عام 2012، حملة لجمع الأموال لمصلحة ترشيح كلينتون، وعيّنت جيم ميسنا، الذي قاد حملة أوباما، مديرًا مشتركًا لإدارة حملة كلينتون.

ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; عن ميسنا، المعروف بصلاته القوية بالمانحين الديموقراطيين الأثرياء، أن كلينتون هي أقوى المرشحين في الحزب الديموقراطي، وأن الجماعة ستدعمها بشكل واضح، إذا أعلنت عن رغبتها في الترشح رسميًا. كما تشارك في رئاسة الحملة حاكمة ميتشغين السابقة جنيفير غرانهولم، المقربة أيضًا من هيلاري كلينتون.

تبرعات للحملة الانتحابية
وأوردت وسائل الإعلام الأميركية أن المجموعة تسعى إلى تجاوز المبالغ، التي جمعتها لمصلحة الحملة الدعائية لأوباما، في مواجهة المرشح الجمهوري ميت رومني في انتخابات عام 2012، وكانت 67 مليون دولار.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير إخباري لها إن كلينتون، التي نافست باراك أوباما في ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2008، يبدو أنها اختارت سلوك الطريق عينه في 2016 على الرغم من تكتمها.

وأشارت إلى أن أحدًا لا يستهين بكلينتون كمرشحة محتملة، وأنها على الرغم من أنها تركت منصبها كوزيرة للخارجية في فبراير/شباط 2013، إلا أنها لا تزال حاضرة في الحياة السياسية الأميركية، فهي تقوم بإلقاء المحاضرات والندوات.

وكدليل على شعبية كلينتون في الأوساط الديموقراطية، فإن المسؤول السابق في حملة باراك أوباما ميتش ستيوارت أعلن أيضًا عن دعمه لها، وقال في تصريح سابق: quot;من النادر جدًا أن نلاحظ هذه التعبئة قبل ثلاثة أعوامquot;.

وأوضح الأستاذ في جامعة بوسطن توبي بركوفيتز أن الهدف من هذه المناورات هو quot;سحق الخصوم المحتملين في المعسكر الديموقراطي، ومنع أثرياء المانحين من تحويل أموالهم ونفوذهم في اتجاه آخرquot;.