وأنا أشاهد تلك الحشود المعبأة دينيا تلوح بأعلام إيران وهاتفة بحياة من زوّر الانتخابات واغتصب السلطة و قمع طليعة الشعب الإيراني، تأكدت من صحة مقولة المفكر الإيراني الشهير داريوش شايغان التي جاء فيها أن الإيرانيين قد بدؤوا يخرجون فعلا من وهم الدين و الدولة الإسلامية بينما لا يزال العرب في بداية الطريق المؤدي إلى دهليز اللاعقلانية والغيب.

بماذا يشعر مَن تظاهروا وضُربوا واغتصبوا و من قُتل أهلهم دفاعا عن الحرية والديمقراطية في طهران وهم يرون لبنانيي حزب الله يستقبلون في بيروت جلادهم ومسبب كوارثهم المستقبلية بتلك الحفاوة و كأنه الإمام الغائب؟

سيقولون ببساطة وهم على حق أن حزب الله هو يد 'ولاية الفقيه' المسلحة في بلد الأرز وميليشياته المسلحة هي الامتداد الطبيعي لمليشيات النظام الثيوقراطي المتسلط على رقاب الإيرانيين منذ ثلاثين سنة.

ماذا سيقول العراقيون الذين ما زالوا عراقيين وهم يرون أحد محتلي بلدهم يستقبل بالورود في مدينة كانت في يوم من الأيام فخر كل العرب؟ سيقولون وهم محقون أن لا هم لهذا الرجل سوى تغذية الطائفية في لبنان كما يفعل في العراق والبحرين ولا يفكر سوى في جر العرب عبر الطوائف الموالية له إلى مغامرته النووية والزج بهم في استعداء العالم كله.
سيقول أحرار العالم العربي أن الفرس يتحينون الفرص للانتقام من العرب مخدرينهم بأفيون الدين ومسرحية قتال إسرائيل والذود عن حمى الإسلام. ليس هناك أكثر إصابة بالعمى من هؤلاء المثقفين العرب الذين لا يريدون أن يروا مشروع إيران الاستعماري. وإذ لا يلوم المرء جماهير مخدوعة ومُجهلة وغارقة في الغيبيات، فإنه لا يجد تفسيرا للمتعلمين سنة وشيعة لهذا الولاء الساذج للنظام الأصولي القروسطي الإيراني سوى القابلية للاستعمار وقد رأيناهم في الأسابيع الماضية كيف بدؤوا يحنون أيضا لهيمنة الإمبراطورية العثمانية بعد حادث الباخرة التركية في مياه غزة، بعدما حاول الإسلاميون الأتراك ومن تبعهم فك الحصار ليس على أهلنا في غزة كما يدعون بل لدعم إخوانهم في الأصولية والإظلام المتجمعين تحت لواء عصابة حماس.

ماذا يعد نصر الله وأحمدي نجاد للبنان فيروز؟ سيدمرانه إلى آخر شحرور إن لم تتدخل قوى الخير العالمية وسيحتفلان بهزيمة يسميانها نصرا ربانيا و كالعادة لا يجدان من يقول لهما : كفى عبثا ارفعا أيديكما عن هذا الوطن الجميل! سيبقى لبنان فيروز أما مشروعكما الملالي فــ''يمحى'،كما تقول الأغنية.